رفع الحقوقي والمجاهد حسين زهوان، في الحلقة العاشرة والأخيرة من حواره المطول مع "الشروق"، نداءً لكل الجزائريين لليقظة، كي لا يصبح ملف حقوق الإنسان وسيلة في يد عناصر تستهدف تحطيم البلدان. واتهم زهوان الحقوقي بوشاشي بالعمل لصالح جهات خارجية، بتعليمات من زعيم الأفافاس حسين آيت أحمد.متى استرجعت علاقتك مع الرابطة وعلي يحيى عبد النور خصوصا؟ في سنة 2004، أراد علي يحيى عبد النور الانسحاب من الرابطة، فطلب مني الأعضاء ترؤس لجنة تحضير المؤتمر، وفي 22 و23 سبتمبر 2005، عُقد المؤتمر في بومرداس، وبرزت مشاكل لم نكن نتوقعها على الإطلاق، حيث ظهر أن أعضاء من حزب الأفافاس توغلوا في المؤتمر، وناوروا بهدف التحكم في زمام القيادة، وأرادوا حذف المادة 18 من القانون الداخلي للوصول إلى مبتغاهم بجعل المنظمة تحت سلطة الأفافاس، وكانت المادة تنص على عدم مزاولة مسؤولية داخل الرابطة وداخل الأحزاب أو الإدارة. هل نجحت مناوراتهم في تجميد المادة 18 من القانون الداخلي؟ وقع صراع واشتباك ومجادلة داخل الجمعية العامة، وكانت الأوامر تأتيهم من الخارج عبر الهاتف، وعقدوا لقاء مع جمعية "جونجوراس" في نفس المدينة ببومرداس، بجنب المؤتمر بحوالي 200 متر فقط، وكان كريم طابو في الجمعية ينسق مع جماعته ومنهم من كان في المؤتمر على غرار جمال بهلول وبطاطاش السكرتير الحالي وآخرين وحتى فخار كمال الدين الموجود بغرداية، وتعقدت الأزمة حينما توغلوا إلى لجنة التنظيم.وفي الليل، تعقد الوضع أكثر وجمدت أشغال اللجنة بسبب المناورات، وعند الساعة الواحدة ليلا، قلت: "أوقفوا كل هذا الكلام"، ودخلنا للتصويت على البنود التي أرادوا تغييرها وتحصلوا على 37 بالمائة من الأصوات مقابل 63 بالمائة ضدهم، وعلى إثر هذه النتيجة غادروا القاعة، وبقوا في محيط الفندق، وواصل المؤتمرون أعمالهم، وبعد وقت قصير، عادوا إلى المؤتمر فاقترحنا عليهم الانضمام إلى اللجان التي تشكلت، ولكنهم رفضوا الالتحاق بها، وكنا مطالبين بمغادرة الفندق في اليوم الثاني، بعدما انتهت الأشغال، ولم يكونوا متواجدين في المجلس الوطني، ومن لم يغادر مثل بوشاشي وكمال داود وبن يسعد ومومن خليل ورضوان بوجمعة، حصلوا على عضوية في اللجان التي تشكلت. هل قصدت أن آيت أحمد هو من كان وراء المكالمات الهاتفية من الخارج؟ لا، بل من السكرتارية من الجزائر، وآيت أحمد كان قد أعطى أوامر مسبقا للاستيلاء على الرابطة، وابنه يوغرطة كان يضمن تطبيق تلك التعليمات داخل الحزب، وقد كانت لنا مساع للخروج بمرحلة التجديد، وذلك في 23 سبتمبر 2005، واُنتخبت رئيسا للرابطة مع هيئة فيها مصطفى بوشاشي، كمال داود، بن يسعد، رضوان بوجمعة، الحاج اسماعيل، نور الدين احمين، وسيلة نافعي، آيت يحي والمتحدث، وعلي يحيى كان رئيسا شرفيا. كيف كان التعامل داخل الرابطة بعد صعود المحسوبين على الأفافاس؟ منذ البداية أعلنت مبادئ الانطلاقة الجديدة، المبدأ الأول: الاستقلالية التامة للرابطة إزاء الأحزاب، إزاء الإدارة وإزاء الشبكات الخارجية، فالتجربة الأولى من طرف الأفافاس بيّنت بأن هناك عناصر كانت تسعى للاستحواذ عليها، والإدارة كذلك وحتى الشبكات الخارجية، وقلنا قطعا يجب سدّ الطرق أمام هؤلاء جميعا.المبدأ الثاني: الشفافية وعقلنة مواقف الرابطة من حيث قراءة حقوق الإنسان في الخطاب والاتجاهات. المبدأ الثالث: تطور الأداء من حيث التربية والتربص والمشاركة على صعيد قومي وجهوي، وهو الحقل الذي افتتح للرابطة مجددا للسير فيه بعد هذا المؤتمر.وفكرنا في استحداث ميثاق لحقوق الإنسان، لكن الأمور لم تسر كما يجب، فبعد قرابة 11 شهرا، بدأت تبرز من هنا وهناك مؤشرات بشأن محاولات ومناورات الاستحواذ وخرق المبادئ الأساسية، فقاموا بتطويق علي يحيى الرئيس الشرفي فجعل منزله كمقر ثان للرابطة، ولا ننسى أنه كان من المؤسسين الأوائل للأفافاس وبقي تحت نفوذ آيت أحمد شخصيا.أما بوشاشي فكان مواليا للأفافاس وخاضعا مباشرة لآيت أحمد وبن يسعد، وعضوا في المجلس الوطني للأفافاس رغم منع الرابطة لازدواجية المسؤولية في الحزب والرابطة، وكمال داود كان الأمين العام السابق، ورضوان بوجمعة كان عضوا في اللجنة المديرة للرابطة وكان في سكرتارية الحزب يتحكم في المالية والإعلام والشؤون الخارجية، ومن جانب آخر تابع لفدرالية الأفافاس مع أحمد جداعي، وظهروا كلهم على وجه حزبي داخل الرابطة.وبدأت احتكاكات تبرز دون شفافية، وأخطر من ذلك أصبح حفيد آيت أحمد مومن خليل داخل الرابطة، ويخطر ابن خاله يوغرطة في سويسرا، وأصبحوا يتصرفون بطريقة موازية لهيكلة الرابطة.وفي أفريل 2007، ذهبت إلى لشبونة لأمثل الرابطة، وعند العودة أحسست بتغيرات في مقر الرابطة، واتخاذ قرارات دون علمي كعزل أحد الموظفين الشباب وغيّروا حتى أقفال المقر، وقاموا ببعض المناورات باتجاه مناطق خارج العاصمة، وعقدوا اجتماعا شبه سري بالعاصمة بواسطة بن يسعد. ماهو موقفك تجاه تلك القرارات المتخذة دون علمك؟ اتخذت إجراءات صارمة بخصوص تلك التجاوزات ما أظهر بعض الحساسيات، وقلت عند العودة من لشبونة: "سأصفي هذه القضية"، فجاء من له منصب مركزي في المقر الرئيسي للحزب وقدم استقالته بسبب رد فعلي، وهاجموا عبر الأنترنت نشاط مركز تربوي في تيزي وزو استحدثته قبل سنة 2005، بتهمة العمل مع منظمات دولية مشكوك فيها، وصفوها تقريبا بخلية جواسيس تشتغل مع الصحراء الغربية، ومن يقوم بترويج الأخبار المغرضة هو كمال داود انطلاقا من تولوز بفرنسا.وجاءني رضوان بوجمعة حاملا معه استقالته، وبدا أنه يستعملها كوسيلة للضغط فقبلتها، وقلت عليك بتقديم المهام والحساب عن الشؤون المالية ومنحته يومين لذلك.وفي يوم 9 ماي، طلبت منه الامتثال أمام اللجنة المديرة لتصفية الأمر، يوم 11 ماي، ومن هنا بدأت تبرز المؤامرة، فبعد ربع ساعة أو أقل، بعدما أرسلت له رسالة الموافقة عبر الأنترنت، جاءني منشور مجهول في الفاكس الشخصي بمنزلي، من قسنطينة من هاتف عمومي. ما هو مضمونه؟ موقع من طرف 11 عضواً مجهولاً من اللجنة الوطنية شمل عدة حيثيات على صيغة حقوقي، أولا: "لمعاملتي في تسيير الرابطة الستالينية والديكتاتورية واتجهت بالرابطة إلى أقصى اليسار"، وغيرها.. وتوضح الرسالة أن عشرة أعضاء من الشرق وبجاية والجنوب دون تحديد الهوية يطالبون باستقالتي وعودة علي يحيى عبد النور. كم كان عدد أعضاء اللجنة الوطنية؟ 41 شخصاً والعشرة كانوا مجهولين، ويمكن لأي شخص أن يكتب النص ويروِّجه. معناه أن الرسالة حضِّرت من قبل؟ نعم، وهو كذلك لأنها جاءت من قسنطينة ونحن في عطلة، وقد استلمت الفاكس زوجتي، وقالت لي: "المخابرات دبروا لك مؤامرة". وهل كان فعلا من المخابرات أم من الأفافاس؟ هي قرأتْها كذلك، وأنا قرأتها أن الشخص الذي قبلت استقالته هو من قام بذلك، وهو مرتبط مع الافافاس وعلي يحيى والآخرين، وجاءني أحد أعضاء اللجنة، وهو مدير لمركز تيزي وزو، وقام بالاتصال بالرقم الذي أرسل منه الفاكس، فقيل له: "هذا فاكس عمومي من قسنطينة".والكاتبة في مقر الرابطة، كريمة بلاش، كانت تشتغل تحت مسؤولية رضوان وخليل، اتصلت ببيتي عبر خط هاتف آخر وتحدثت مع زوجتي، وقالت: "ألو.. هل استلمتم الفاكس؟"، وزوجتي أجابت: "نعم"، وقالت لي زوجتي: "أحسست أنها ضحكت"، فاستلمت الفاكس وذهبت إلى المقر، وقلت لها: "كيف علمت بالفاكس؟"، فقالت : "أرسلوا لي الفاكس فأرسلته"، وأضافت: "هو من قسنطينة، كيف أنت على علم بذلك؟"، وتصلبت في موقفها. ويوم الجمعة 11 ماي، استدعيت أعضاء اللجنة المديرة ومنهم رضوان لتصفية قضية الاستقالة، ولما وصلنا للاجتماع بدا الجو مكهربا والعبوس ظاهر على وجوههم، ومنهم علي يحيى وهو يلبس تقريبا ثياب رجال الكومندوس.وفي اليوم الموالي، وصلت إلى عنوان الرابطة تسعة أغلفة موجهة لأعضاء المكتب، تحمل رسالة مكتوبة بخط اليد مجهولة الهوية، وتتكلم عن مشروع قام به مسؤول فرع بومرداس حول حماية البيئة، وهذا من طرف مسؤول الرابطة لفرع بومرداس، ويقدم عبره طلب مساعدة وتمويل لسفارة هولندا، وهذا بتزكيتي شخصيا، ونحن الاثنين كنا نقصد ضم الملايين من الأورو لاستعمالها لأغراض شخصية.ومن الغد ذهبت إلى الاجتماع أحمل معي هذه الرسائل ونسخا من المنشور وزعت على الحضور، وحملت معي جهاز تسجيل ووضعته فوق المكتب، ولاحظت أن الموالين للأفافاس أداروا وجوههم للجهة الأخرى. من هم؟ بوشاشي، علي يحي، بن يسعد، كمال داود وغيرهم وكأنهم على علم مسبق بها، واستنكروا قبولي استقالة رضوان، فقلت: "موضوع الاجتماع هو سماع المعني بالأمر لتقديم الحصيلة المالية وتسليم الصلاحيات، وهو لم يمتثل وقد تهرّب وخاف بعدما قدر خطورة مواقفه فلم يستطع المواجهة".وقلت: " الاستقالة قبلتها لأنه قدمها من محض إرادته ولم أدفعه إلى ذلك، وأنا لبيت طلبه إذا كان قد قدمها بحسن نية، وأما إذا كان وراء ذلك مناورة وتلاعب، لقد نال ما يستحق"، فقالوا: "لا.. يجب أن تتراجع عنها"، قلت لهم: "أولا من حيث المجاملة تلتمسون مني التراجع أم تريدون إرغامي على ذلك؟". وأضفت: "المعني عليه أن يكتب لي لماذا استقال؟ وعليه التراجع عن الحيثيات ويطلب الصفح كي أتراجع". كيف أنهيت المواجهة في ظل إجماعهم على معارضتك؟ قلت: "علي يحيى يحضر في مداولة إجراءات السلطة التنفيذية وهو رئيسٌ شرفي فليس لديه حق الحضور ولا صلاحيات أخذ القرارات"، فقال لي: "كيف تقول لي ذلك؟"، فأجبته: "أنتم وأنا خمسة محامين في القاعة، بوشاشي وبن يسعد، آيت يحي، وأنت معهم، فليس لديك صلاحيات لحضور الاجتماع، وعلى أي أساس تتدخل؟".ثم ثاروا مجددا للتهرب، بتحدثهم عن غموض في المالية، فقلت صلاحية التصرف في الحساب البنكي في يد علي يحيى ورضوان، معناه أي دينار واحد يخرج فهو على عاتقهم، فدهش الآخرون، وأكدت أن علي يحيى لا يزال يوقع على الشيكات، وقال: "أنا متمسك بالتوقيع لأنه ليس لديه _ يقصدني الشجاعة للتوقيع". وبدأت مواجهة بيني وبينه عن مسيرتنا نحن الاثنين، وقلت قايد أحمد صفعك داخل مجلس الوزراء هل نسيت ذلك؟ فلما تعفنت الأمور نهض وغادر القاعة.وقلت لهم: "رضوان استقال.. ونحن كأمازيغيين المرأة لما تذهب لأهلها دون إذن زوجها لا ترجع إلا بحضور وفد من عشيرة الرجل، وتطلب المرأة الرجوع تحت وصاية وليِّها". ثم أخرجت جهاز التسجيل ووضعته فوق الطاولة وقلت: "كل واحد يتكلم ويتحمل مسؤولية كلامه"، فثاروا وقالوا: "هذا سلوك ستاليني وبوليسي"، فقلت: "فعلا سأستعمله"، وتكهرب الوضع وغادروا القاعة، لحقت ببوشاشي عند الباب وقلت له: "الآن تظهر الرجلة، هل أنتم رجال تجتمعون سريا مع علي يحيى قبل المجيء للجنة، ثم تأتون لتناوروا؟"، فقال: "أنا.. وهو مندهش يحاول طمس الحقائق". وهل تغلّب عليك هؤلاء بانصرافهم؟لا، فقد كنا 5 وهم ثلاثة في التصويت، بوشاشي، بن يسعد ،كمال داود، رضوان غائب وعلي يحيى خرج، وهكذا انفجر الوضع. وعلى مدار الأيام الثلاثة الموالية، تهاطلت رسائل مجهولة عبر البريد مكتوبة باليد احتوت الشتم والتهديد والسب، وعادوا إلى سنة 1963، حينما كنت في المكتب السياسي مع بن بلة والرسائل في الأرشيف، وقد أودعت شكوى، والرسالة الثانية لأعضاء اللجنة المديرة بخط مختلف لكنها من نفس الشخص. هل تبيَّن من هو الشخص؟ اكتشف بعد شهرين. كيف؟ تلقائيا توجهت للعدالة، وتبيّن أن من كتبها هو "عبد المومن خليل" تحت أوامر خاله يوغرطة ابن آيت أحمد، ودخلنا بعدها في أزمة ومواجهة عنيفة لا أمل لأي خروج سلمي منها، واضطررت لاستدعاء مؤتمر استثنائي، في شهر أكتوبر. كيف تأتيك رسائل من ابن آيت أحمد وأنت في مواجهة مع الأعضاء الثلاثة؟ أنا كنت في مواجهة مع الأفافاس، والأعضاء الثلاثة ليسوا إلا أداة في يد الأفافاس، ولدي صور لملاقاة بوشاشي مع آيت أحمد بلوزان بسويسرا، والنتيجة أنه أصبح نائبا في البرلمان باسم الأفافاس، وبن يسعد كان عضو المجلس الوطني ومرشح الأفافاس في دالي إبراهيم خلال الانتخابات المحلية، وكمال داود في منصب السكرتير العام قبل الصراع الذي عشناه. الأفافاس كان يطمح لتصبح الرابطة أداة في يده، ماهو الدافع برأيك؟ أولا: كان يريد أن يستعملها كأداة على الصعيد الوطني والخارجي، وحاليا نشاهد أن الصعود إلى السلطة يكون عبر حقوق الإنسان، وعلمت أنهم قبل المجيء إلى الاجتماع تلقوا تعليمات من آيت أحمد مفادها: ضرورة الاستحواذ على الرابطة، وسيساندنا الغربيون في الصعود للسلطة بملف حقوق الإنسان". وما يحصل في الساحة العربية، خير دليل، فكل القادة الذين هم في السلطة حاليا عملوا في مجال حقوق الإنسان بالخارج. نعود إلى المؤتمر الاستثنائي، كيف تجاوزتم الخلاف داخل الرابطة؟ المحسوبون على الأفافاس لم يحضروا المؤتمر الاستثنائي في 26 أكتوبر 2007، المهم أننا أنهينا الأزمة وغيّرنا هيكلة الإدارة. وبعد أسبوع تقريبا، حاول هؤلاء عقد اجتماع سري في مركز التوثيق للرابطة في شارع السعيد بلعربي، أمام المركز الثقافي، كانت مفاتيح المركز بحوزة خليل عبد المومن مسؤول التوثيق، ابن أخت يوغرطة، وأخطرت بذلك من قبل آخرين، وذهبت إلى المركز، لم أستطع الدخول لأنهم غيروا الأٌقفال، فكلمت عبد المومن فقال: "لا أستطيع القدوم"، قلت له: "نحن في نهاية الشهر، لكي تأخذ أجرتك"، أجابني: "أنا بعيد في زرالدة" ففهمت الوضعية، وجندنا الرابطة وفتحنا الباب بواسطة خبير مختص.الأخبار التي كانت بحوزتي أن اجتماعهم سيعقد يوم الجمعة، 2 نوفمبر، فذهبنا يوم الخميس أول نوفمبر، يوم عطلة، وفي صباح الغد كلمت فرع العاصمة، وجلسنا ننتظرهم، وفي حدود التاسعة إلا ربع، جاء خليل لتحضير القاعة، فتفاجأ بوجودنا فهرب مثل السارق، وبعد قليل أتى بن يسعد من شارع حسان يسعد، يصل إلى زاوية مع شارع حسان بلعربي، فشاهدنا أمام المقر فهرب، والناس يصرخون عليه مثل السارق هو الآخر، ودخل مقر الأفافاس بجنب المقر الثقافي الفرنسي.توجهت إلى المقر فوجدت الباب مغلقا، عدت إلى المركز وكلمته في الهاتف، وقلت له: "ما هذه الرواية يا بن يسعد ولماذا أنت هارب؟ فارتبك ولم يستطع الإجابة، فقلت له: "تعالى.. يوجد شاي وقهوة"، فقطع الاتصال، بعدها توقفت سيارة وبداخلها بوشاشي شهد الناس فانطلق بسيارته هاربا، وبقينا لمدة حوالي ساعتين، ليأتي شاب ويقول: أنا أخ سكرتيرة بوشاشي وهذه أختي، قلت له: "لا يوجد اجتماعٌ، ولكن سآخذ أختك إلى المنزل لأنه لا يوجد مكان تذهب إليه".وفي المساء، كلمني شخص قال لي إنهم أعلنوا إقالتي في ندوة صحفية، وفي الغد انطلقت حملة بأربع جرائد واحدة بالعربية وثلاث بالفرنسية، ولم يتم الاتصال بي ولو مرة واحدة، معناه المؤامرة كانت مبرمجة مع الأفافاس والخارج. إلى متى دامت هذه الوضعية؟ إلى حد الساعة، وجريدة فرنسية كبيرة أصبحت ناطقاً باسم الأفافاس، ورفضت مذكرة لي من عشر صفحات، وجند بوشاشي شبكاته في الخارج في سويسرا وفرنسا، ودخلنا في صراع قضائي، وهذا جزءٌ من الواقع وحقائق ورهائن هذا الصراع، واستغلت تلك الجماعات نفوذها في الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان التي كنا أعضاءها وزكت فرع الأفافاس الممثل في بوشاشي باختراق حتى قانونهم الداخلي، دون المواجهة وبمحاضر مصالحة وغيرها. ماهي إجابتكم؟ قلنا لهم نحن جزائريون و"روحوا تملحوا". معناه المؤامرة ضد الجزائر ومخاطر من الخارج؟ المؤامرة تهدف إلى الاستحواذ على منظمات حقوق الإنسان، ونحن أصبحنا مُعرقلاً لهم وسنظل وقد استغرقت مدة لإدراك تلك الحقائق. هل معناه أن الحركات الاحتجاجية مثل حركة الجنوب وغرداية مؤخرا، تستغل من طرفهم؟ بالتأكيد يريدون استغلال الشبان الذين لا يعرفون خلفية كل تلك الرهانات، واكتشفنا أن الغاية هو الاستيلاء على حركات وجمعيات حقوق الإنسان في بلدان جنوب الحوض المتوسط، وبعد الاستيلاء عليها، يتم إرساء جذور البلبلة والفوضى وساعتها ترتب برامج لاستهداف البلد، ومنها تخلق ذريعة التدخل وخلق جوّ الاقتتال والسماح لدخول قوات من الخارج. ما رأيُك في بوشاشي؟ هو رجلٌ يتابع مساره فقط، جاء في 2004 ولم يدفع ولو دينارا واحدا ولم يقم بأيِّ نشاط ولم يواظب على الحضور، ولم يعرف حتى مقر الرابطة، حتى سنة 2007، وضعه آيت أحمد على رأس الرابطة، وأحيانا شاهدناه يغادر ليلاً عن طريق تركيا وصولا إلى عمان تلبية لدعوة كوندوليزا رايس لتطلعهم على السياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط الجديد وهو ضيف السفارة الأمريكية. واجتماعاتهم يترأسها السفير الأمريكي. هل هناك أمثلة عن استغلال هذا الملف؟ في العراق بدأ الأمر بملف حقوق الإنسان وأسلحة الدمار الشامل وانتهى بتدمير العراق، نفس الوضع في السودان، صنعوا ذريعة التدخل في السودان وكذا ليبيا باسم حقوق الإنسان وكذا سوريا.. وغيرها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com