الفضول الأدبي للطلبة عزز اللقاء قدم الكاتب " بوزيان بن عاشور " أمس بمعهد الفنون و الآداب و اللغات بجامعة وهران روايته الأخيرة " القمر أو الوقت المختصر"الصادرة عن المؤسسة الوطنية للاتصال و الإشهار و التوزيع ، وذلك بدعوة من مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، بهدف دعم وتشجيع الإبداع الأدبي لدى الطلبة على أسس احترافية وصحيحة ، و إتاحة الفرصة أمامهم للتواصل مع الكاتب من الناحية الثقافية والفكرية، وكذا التعرف على أهم أعماله و أفكاره عن كثب، وهو ما يعزز في تنمية قدراتهم التعبيرية و التحاور مع المثقفين ، وفي هذا الصدد سلط " بن عاشور" الضوء في بداية اللقاء على مسيرته الأدبية والإعلامية انطلاقا من الصحافة إلى الكتابة المسرحية وصولا إلى الرواية ، حيث عدد أهم مؤلفاته و إنتاجاته في الأجناس الثلاث، مبرزا المكانة التي بات يحتلها الأديب في المشهد الأدبي و المسرحي الجزائري، ناهيك عن إشارته إلى الرواية باللغتين الفرنسية و العربية ، وأهم الشخصيات التي وظفها في أعماله المختلفة .من جهة أخرى وفي إجاباته عن تساؤلات طلبة المعهد الذين توافدوا بكثرة على القاعة حاول الكاتب " بوزيان بن عاشور " أن يبرز علاقة الروائي بالواقع المعاش ، وعلاقتها في حد ذاتها بالأحداث التي مرت بها البلاد ، كما تحدث الكاتب أيضا في محاضرته عن الصحافة المكتوبة وعلاقتها بالصحافة الإلكترونية، ناهيك عن أنواعها و مستقبلها ،وغيرها من المواضيع الأخرى التي أثارها الطلبة في جل المجالات الفكرية والأدبية . وفي تصريح خاص للجمهورية أكد " بن عاشور " أن اللقاء كان مميزا إلى أبعد الحدود ، فالأسئلة التي طرحها الطلبة كانت متنوعة و تصب في لب الموضوع ، كما أن الفضول الأدبي لهؤلاء كان جليا وواضحا – على حد تعبيره –، وهو أمر جيد كونه يساعد على ظهور ناقدات كبيرات وأساتذة وأدباء كبار، أما فيما يخص المولود الأدبي الأخير للكاتب ، فقال محدثنا أنه رواية خيالية ، حاول عبر 160 صفحة أن يدمج فيها بعض التقنيات الجديدة كتجربة حديثة في كتاباته ، مضيفا أنه لا يمكن التنصل من بلاده و موطنه و الأحداث التي مرت به كمواطن جزائري و صحفي ، خصوصا أنه عاش في الصفوف الأمامية خلال العشرية السوداء، وكان لابد من إدخال شهادات كثيرة لم يتم التطرق إليها من قبل ليجعلها مكملة للحادثة التي اختار الحديث عنها ، وهو ما يجعل العمل الروائي يمتزج بين الشهادة والإبداع ، مع العلم أن " القمر أو الوقت المختصر" تدور حيثياتها حول " صابر " الذي وجد ضالته في قصائده الشعرية بعد فقدانه لخطيبته " قمر "، فالشعر كان مؤنسه الوحيد ومتنفسه الأكبر في محنته هذه ، و لأن مشاعره القوية اتجاه " قمر " كانت أكبر من تصديقه لنبأ وفاتها ، جعل من أبياته الشعرية الوسيلة الوحيدة للحفاظ على ذكرياته معها والعلاقة الجميلة التي جمعتهما معا .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عالية بوخاري
المصدر : www.eldjoumhouria.dz