الجزائر

بهم تكون الحياة أو لا تكون



حين تنسحب الشمس تاركة للظلام الهيمنة و السلطان، و حين تتضاءل حركات البشر لتؤول إلى الخمود و الإنعدام، حين تنتهي ساعات اليوم حافلة بالجد و العبث و بالسعي و البطالة و بالطاعة و العصيان، و بالغفلة و السهو و التيهان. حين يلف الكون هدوء مظلم و سكون هادىء، قد يكون مبغوضا لكثيرين، لمن يخافون الهدوء و السكون، لمن لا يعيشون إلا في الصخب و الضجيج. إنهم يكرهون الهدوء لأنه يوحي لهم بالوحدة و الوحشة، و يوحي لهم بالهوان و الضعف. إنهم يخشون الهدوء لأنه يكشفهم و يبسطهم أمام العزيز الغفار. إنهم قد اقترفوا و يقترفون الذنوب و الآثام في وسط ذلك الصخب و تلك الأصوات لأنها تحجب عقولهم و تغطي قلوبهم، فلا تكن لديهم فرصة إلا فيما يشتهون و يهوون، و فيما يلعبون و يعبثون، لكن عندما تصمت تلك الأصوات و ينتهي ذاك الضجيج، عند ذلك تنكشف عقولهم و تصحو قلوبهم، فيخضعون إلى سلطان المحاسبة و التأنيب و الندم.

تنزيل الملف


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)