الجزائر

بهذا القدرنهاية حزينة



بهذا القدرنهاية حزينة
كلما هممت أن أكتب شيئا عن الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.. أجدني مترددا.. ولا أجد مكانا أطمئن بالوقوف فيه.. وأمامي تستوي أسئلة كثيرة لا جواب لها.
فإلى عهد قريب.. كانت حياة الرجل مثال العلم والدعوة إلى الله.. فحلق درسه مشهودة.. وكتبه التي يرد بها على خصوم الإسلام مما لا ينكره إلا جاهل أو مكابر.. صحيح أنه من أتباع الطرقية.. لكنه بعلمه كان أكبر من ذلك.. هذا ما أعتقده.
وحتى عندما تبنى مواقف سلبية من “ الإسلاميين “ في سوريا.. ومن أحداث الثمانينات التي تلطخت بها يد النظام البعثي.. كان يمكن التماس أعذار له.. فلعله كان بصيرا بما فاتنا نحن إدراكه.. وعالما بحقيقة بملابسات يجهلها العامة من الناس.
غير أن انحيازه للنظام الدموي في دمشق منذ عامين.. ووقوفه في صف القتلة والمجرمين الذين يخوضون في دم الشعب السوري.. وتحوله إلى متحدث رسمي باسم النظام.. حمله إلى المربع الآخر.. حيث لا يسع الشيخ أن يدعي أن لديه أعذارا أو مبررات.
في سوريا بشار.. يتجلى الحق بينا.. والباطل بينا.. وليس بينهما شيء من المشتبهات.. فالقاتل معروف.. لا دين له.. ولا عهد ولا ذمة.. مجرم وسفاح.. والمقتول مظلوم ثار على ظالمه.. يلتمس حريته.. ويبذل نفسه من أجل كرامته.. فهل يعذر من ينصر ظالما ضد من ظلمه؟ .. و الله لا يعذر أبدا.
وبقدر ما يؤلمني أن تنتهي حياة عالم على هذا النحو.. فيقتل بيد النظام الذي آزره في خطبه ومواقفه.. بقدر ما يدعونا ذلك.. لتحذير من يحملون كلمة الله.. من مغبة الوقوف في المربع الخطأ.. فهي خطأ لا يمكن إصلاحه.. وجريرة لا فكاك منها أمام الله.. ونهاية قد تكون مأساوية ومخزية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)