الجزائر

بن علي يضحي بالمتطرفين



دفعت الاحتجاجات المتواصلة في تونس الرئيس زين العابدين بن علي إلى التضحية بعدد من الوزراء، لعل التغيير يخفف من الاحتقان ويساعد النظام في استرجاع السيطرة على الوضع. وإذا كان ذهاب وزير الداخلية ووزير التجارة مفهوما لعلاقة الأول بالمعالجة الأمنية وما ترتب عنها من قمع واسع أسفر عن مقتل أكثـر من ثلاثين وجرح المئات، وعلاقة الثاني بارتفاع الأسعار ونقص التموين في السوق المحلية، فإن الكثيرين لا يعرفون لماذا تم تسريح وزير الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري في هذه الظروف.
الواقع أن الأخزوري لا يتصور أن يكون وزيرا للشؤون الدينية إلا في تونس. فتصريحاته ومواقفه من الدين الإسلامي، ومن مظاهره في المجتمع، أكثـر تطرفا وتشنجا من تصريحات ومواقف سعيد سعدي، عندنا في الجزائر. ولكم أن تتصوروا لحظة تعيين رئيس الأرسيدي وزيرا للشؤون الدينية، مثلا.
فقد برز الأخزوري، قبيل اندلاع الاحتجاجات، بتصريح أمام نواب البرلمان، اعتبر فيه رفع صوت الأذان ملوثا للمحيط، وأعلن عن تعليمات صارمة لخفضه إلى ما دون 70 ديسيبل، حتى ''لا يزعج المواطنين وتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات والباحثين، ويشوش عليهم التفكير، ويلههم عن البحث''.
كما يعرف على وزير الشؤون الدينية التونسي المبعد، تعهده بمحاربة الحجاب في المجتمع، باعتباره ''لباسا نشازا، غريبا عن المجتمع التونسي، وطائفيا''، على حد تعبيره. مع العلم أن النظام التونسي، منذ عهد بورقيبة، يمنع على المرأة ارتداء الحجاب في المؤسسات العمومية والإدارات وفي المدارس والجامعات.
تخلي زين العابدين بن علي عن متطرفين مثل الأخزوري، ينطوي على رضوخ النظام في تونس للضغط الشعبي، ومحاولته التخفيف من حدة التذمر، عن طريق التضحية بالوزراء والمسؤولين الأسوأ سمعة، وتقديمهم قربانا لاسترضاء الرأي العام. ومن جهة أخرى تفضح الاحتجاجات الاجتماعية ممارسات النظام، الذي يعترف ضمنيا بتطرفه في قمع ومسخ قيم المجتمع التونسي.


rouaba@hotmail.com




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)