كشف رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة في حوار ل السياسي استحالة استدراك الدروس الضائعة جراء الإضراب في المدة المتبقية من الموسم الدراسي حتى لوم تم استغلال أيام السبت والثلاثاء وعطلة الربيع، فيما تطرق حق الأستاذ في الإضراب شريطة أن لا يكون فوق مصلحة التلميذ، أما عن إجراءات وزارة التربية في عزل الأساتذة، أكد المتحدث أنها زادت الطين بلة وساهمت بدورها في تدهور مستوى التلميذ وعدم استقراره بسبب تغيير الأساتذة كل فترة وأخرى.بداية ما تعلقيكم على الحركات الاحتجاجية التي شهدها القطاع مؤخرا؟ نحن كمنظمة وطنية لأولياء التلاميذ كنا حذرنا في شهر جانفي وبداية فيفري من الخطر القادم فيما يخص الأوضاع التي عاشها قطاع التربية خاصة ما تعلق بالإضرابات المتتالية التي أدت إلى التعفن إلى حد وصول الأمر إلى خروج التلاميذ للاحتجاج والمطالبة بالعتبة وتطبيق حقوق أساتذتهم ومغادرة وزيرة التربية عن رأس القطاع وعدة مطالب أخرى كانت فقط على مستوى الأساتذة وامتدت مع تواصل الإضراب الأخير للتلاميذ، ولو استمر الوضع على حاله كنا سنشهد خروج أولياء التلاميذ بدورهم إلى الشارع للاحتجاج والمطالبة بحقوق أبنائهم في التمدرس وهو ما كنا نتخوف منه، لهذا طالبنا كمنظمة ترافع من اجل مصلحة التلاميذ من رئيس الجمهورية والمسؤولين والشخصيات الوطنية حتى المجتمع المدني التدخل لإيجاد حلول لما يعانيه قطاع التربية ولعب دور الوسيط لفتح باب الحوار مع الوصاية.
ونجن كمنظمة استنكرنا عدة مرات غلق أبواب الحوار من طرف الوزارة الوصية في وجه الشركاء الاجتماعيين بما فيهم منظمة أولياء التلاميذ، وفيما يتعلق باللقاءات التي تم عقدها من طرف مصالح الوزارة مع نقابة الكناباست كانت مجرد لقاءات شكلية لم تخرج بأي نتيجة لصالح المطالب المرفوعة من أجل النقاش وهو ما ندد به وندعو لضرورة فتح حوار جاد ومسؤول يرتقي لمستوى تطلعات الشركاء الاجتماعيين وليس الاستقبال من اجل الاستقبال.
هل انتم مع مطالب الأساتذة المرفوعة والعلقة منذ سنوات؟
أولا كمنظمة نسعى بالدرجة الأولى لراحة التلميذ من جميع الجوانب لتلقي التعليم بشكل مناسب وفي جو مناسب وراحة التلميذ لا تتحقق إلا براحة الأستاذ من خلال الاستجابة لجميع مطالبه على سبيل المثال طب العمل، الأساتذة المنهارين نفسيا والذين لديهم أمراض مزمنة والذين يعانون من نقص السمع وغيرها لا يمكن لهم تقديم المزيد داخل القسم، في المقابل لا يوجد طب العمل الذي يسمح لهم بالتوقف عن العمل وتعويضهم بآخرين في صحة جيدة، وهذا الأستاذ الذي لا يملك طب العمل من المرجح أن يكون مصاب بمرض معدي قد يصيب به التلميذ أو زملاءه من الأساتذة، ولهذا نحن مع مطالب الأساتذة المرفوعة نظرا لكونها مرتبطة بمصلحة التلاميذ وحسن تمدرسهم.
بعض جمعيات التلاميذ حملت الكناباست مسؤولية عرقلة تمدرس التلاميذ واتهمت النقابة بالسعي وراء مصالحها الشخصية على حساب المصلحة العالمة هل ترون بدوركم القضية من هذا المنظور؟
الإضراب هو حق دستوري والنقابات دورها الدفاع عن حقوق العمال ومن حقها الإضراب، ونحن كمنظمة وطنية لأولياء التلاميذ نحمل وزارة التربية مسؤولية هذه الإضرابات المتتالية وليس نقابة أو أخرى، كونها المسؤولة عن التلاميذ ودورها يتمحور حول ايجاد حلول للمشاكل التي يشهدها القطاع لضمان حسن تمدرس التلاميذ. أما بالنسبة لجمعيات أولياء التلاميذ الأخرى التي تلقي باللوم على نقابة الكناباست، والتي تدعى دفاعها عن مصلحة التلميذ نحن لا نظن أن همها هو مصلحة التلميذ بقدر رغبتها في استعمالهم ذرع لسياستهم. كنتم حذرتم من قبل وزارة التربية من مغبة خروج التلاميذ إلى الشارع وهو ما شهدناه خلال الأيام القليلة الماضية قبل وقف الإضراب، هل ترون أن الوزارة هي المسؤولة الأولى عن هذا التصعيد أم في رأيكم هناك أطراف كانت تعمل على صب الزيت على النار واستغلال التلاميذ من خلال دفعه للاحتجاج في الشارع. هذا الكلام الذي يشير إلى وجود أطراف تحرك التلاميذ للخروج إلى الشارع لا أساس له من الصحة، والأساتذة لا علاقه لهم بخروج التلاميذ إلى الشارع خاصة أن التلاميذ واعيين ومدركين تماما لما يحدث حولهم لدرجة أن يأتي الأستاذ ويحرضهم على الخروج للاحتجاج من أجل زرع الفوضى، هذه مجرد إشاعات لا صلة لها بالواقع. هل ترون أن عزل الأستاذ يملك من الخبرة 26 سنة وجلب أستاذ مستخلف بدله هو إجراء عادل وغير تعسفي؟
المسؤولين عن قطاع التربية لو كانوا واعيين لما قد تؤل إليه الأوضاع كانوا يقومون بحل الأمور بتروي دون اللجوء إلى هذه الإجراءات التي أدت إلى تعقيدها، ومن بين مطالب أولياء التلاميذ عدم تغيير الأستاذة كل شهر أو شهرين حتى من دون إضراب، هناك بعض التلاميذ في عدد من المؤسسات التربوية لا يملكون أساتذة ببعض المواد وكل شهر أو شهرين يتم جلب أستاذ مستخلف ومن ثم جلب آخر ما أدى إلى عدم وجود استقرار لدى التلاميذ من جهة وعلى مستوى المنظومة التربوية من جهة أخرى، خاصة بعد إفراغ القطاع من الكفاءات المهنية بسبب التقاعد المسبق.
مع قرار الكناباست توقيف الإضراب والعودة إلى التدريس الفاتح مارس هل المدة المتبقية على الامتحانات الرسمية كافية لاستدراك الدروس الضائعة؟ .
من المستحيل استدراك جميع الدروس الضائعة من البرنامج الدراسي في المدة المتبقية من الموسم الدراسي، والمشكل أن وزارة التربية الوطنية تتحدث فقط عن استدراك هذه الأخيرة بالنسبة للأقسام النهائية المقبلين على الشهادات الرسمية، أما باقي مساويات التعليم الأخرى لديهم بدورهم دروس ضائعة بسبب إضراب الأساتذة، لذا نحن نرى انه من المستحيل تعويض هذه الدروس، ونحن كمنظمة أولياء التلاميذ وجهنا مراسلة لرئيس الجمهورية وعلى إثرها تم إعطاء أوامر لوزيرة التربية لفتح باب الحوار لجميع الشركاء الاجتماعيين دون إقصاء أي طرف، وإعادة جميع الأساتذة المقصيين بدون شرط. الكناباست قالت انه توجيهات رئيس الجمهورية ساهمت في إنهاء الإضراب ما تعليقكم؟
نحن نثمن قرار نقابة الكناباست باتخاذها قرار توقيف الإضراب ووضع مصلحة التلاميذ فوق كل اعتبار، وأيضا مصلحة المجتمع من خلال المحافظة على السلم والابتعاد عن الفوضى، ونثمن أيضا مبادرة الرئيس من خلال التدخل ومراسلة وزارة التربية وإعطائها أوامر بمباشرة وفتح باب الحوار.
كنتم قررتم كمنظمة أولياء التلاميذ رفع شكوى ضد وزارة التربية لدى المجلس الدستوري بسبب ما أسميتموه إقصاء الشركاء الاجتماعيين من الحوار وعدم مراعاة حقوق التلاميذ، أين وصلت هذه القضية؟
قمنا برفع شكوى لدى المجلس الدستوري وقبل ذلك رفعنا رسالة إلى رئيس الجمهورية ومجلس الأمة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والوزير الأول، ولحد الساعة لم نتلقى ردود فيما يتعلق بالقضية ولحد الآن لا يوجد أي تصريح لمسؤول رسمي للدولة الجزائرية فيما يتعلق بالأوضاع التي يعايشها القطاع منذ فترة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نزيهة مسكين
المصدر : www.alseyassi.com