باعتبارها نجت لحد الآن من موجة ما يعرف ب "الربيع العربي"، الذي اجتاح العديد من البلدان العربية منذ نحو ثماني سنوات.ستورا الذي ولد بالجزائر، والمكلف بالعمل على ملف الذاكرة العالق بين الجزائر وفرنسا، من قبل حكومة البلدين، خرج عبر القناة الفرنسية الخامسة، ليؤكد بأن "الجزائريون قالوا هذه المرة قولا سليما، لقد قالوا هذا البلد (يقصد الجزائر) ونحن، لن نذهب"، وذلك ردا على سؤال حول المخاوف التي رفعتها بعض الأوساط الإعلامية والسياسية في المستمرة القديمة، من احتمال هروب الجزائر من بلادهم ولجوئهم إلى فرنسا، في حال تدهور الوضع في بلادهم، جراء الاحتجاجات التي يشهدها الشارع.وأضاف المؤرخ الفرنسي الشهير معلقا على ما يحدث "خلال سنوات التسعينيات، التي تميزت بالدموع والدم، غادر نحو 100 ألف جزائري بلادهم، أي بمعدل عشرة آلاف كل سنة، ومع ذلك كانوا أقل من المهاجرين المغاربة في تلك الفترة "، وهو ما كان وراء اعتباره توصيف عبارة "نزوح كبير نحو الهجرة"، فيه الكثير من الدعاية.ستورا الذي يزور مسقط رأسه في قسنطينة باستمرار، نبه إلى أن الاستمرار في نشر مثل هذه الداعيات من شأنه أن يؤصر على العلاقات التي يجب أن تربط بين شباب ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن المسيرات التي شهدتها الجزائر على مدار أزيد من أسبوعين، كانت مثلا في التحضر والرقي والسلمية.ووفق المؤرخ الفرنسي فإن الأوراق التي لطالما لعب الرئيس بوتفليقة على أساسها لكسب التأييد الشعب احترقت مع مرور السنين، ومنها على وجه التحديد استرجاع السلم، بعد عشرية من غياب الاستقرار الأمني، في وقت اتجه الشباب إلى التفكير في السبل التي تمكنه من ضمان مستقبله.انفجار الشارع الجزائري بالمسيرات مدفوعا بعنفوان الشباب، كما يقول ستورا، لم يفاجئ السلطة في الجزائر، وإنما فاجأ جيلا بأكمله من الذين درست معهم.يقول ستورا إنه زار الجزائر خلال الشهر المنصرم، وقام بمحاضرات، وأنه لم يلمس كل ما من شأنه أن يشير إلى احتمال حدوث مظاهرات في المستقبل القريب، وهو الأمر الذي فاجأ العالم برمته وليس العارفين بالشأن الجزائري فقط.أما عن موقف السلطات الفرنسية عما يجري في الجزائر، يقول ستورا إن باريس في "ورطة"، فتراكمات الذاكرة تزن ثقيلا جدا، بالرغم من المحاولات التي يقوم بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون من أجل احتواء تداعيات الذاكرة، عبر الاعتراف الذي قدمه لعائلة الراحل موريس أودان، وهو أمر يبقى غير كاف، على حد تعبيره.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/03/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : علي
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz