أخلط الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، أوراق خصومه، وفرمل تفكيرهم بلجوئه إلى طريقة جديدة لتوجيه النقاش داخل الحزب وتحويل الأنظار عن مطلب تنحيه، إذ أبرق أمس إلى أمناء المحافظات بتعليمة أعلن فيها قراره النزول إلى القواعد لتنشيط ستة تجمعات جهوية بداية من هذا الأربعاء يلتقي فيها أعضاء هياكل حزبه ومنتخبيه على كافة المستويات في خطوة أعطى لها عنوان مواصلة برنامج الحزب، غير أن مضمونها وأهدافها تبقى مبهمة وتحمل العديد من القراءات السياسية إلى حين تنظيم الندوة الوطنية التي سيسدل بها ستار اللقاءات الجهوية التي ستكسف الطبخة الجاري الإعداد لها.
فاجأ أمين عام الأفلان عبد العزيز بلخادم خصومه، بخرجة سياسية لم تكن في بال ولا في حسبان هؤلاء باعترافهم، ففي وقت كانت تتوقع فيه تقويمية الأفلان انهيار بلخادم وتأثره بمفعول تنحي أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيي، أظهر بلخادم مقاومة سياسية ولم يأبه لانقلاب الوزراء الثلاثة عمار تو ورشيد حراوبية والطيب لوح، حيث أصدر تعليمة في أعقاب اجتماع المكتب السياسي أمس، الذي شهد مقاطعة 6 أعضاء من بينهم الوزراء، حملت رقم واحد، وجهها لأمناء المحافظات يعلن فيها عزمه النزول إلى القواعد وتنظيم 6 لقاءات جهوية يجمع فيها محافظات الحزب ال55 الممثلة في ولايات الجمهورية ال48.
بلخادم الذي أبان شجاعة جعلت قيادات بالتقويمية، تتساءل عن سرها والجهة التي استمد منها هذه البسالة، قال لأمناء المحافظات في التعليمة التي تلقت "الشروق" نسخة منها أنه "في إطار مواصلة البرنامج العام لنشاطات الحزب محليا ووطنيا، وعملا على تفعيل الساحة السياسية والتحسيس بالمستجدات"، والتي ذكر منها على وجه الخصوص "نتائج الانتخابات الأخيرة ودور منتخبي الحزب في تجسيد الإصلاحات السياسية التي أطلقها رئيس الجمهورية في ربيع 2011 على أرض الواقع، وما ينتظرهم من مهام في استكمال تنفيذ برامج المخطط الخماسي".
وجاء في تعليمة بلخادم للمحافظين "أن المكتب السياسي المجتمع أمس تحت رئاسة الأمين العام للحزب قرر تنظيم لقاءات جهوية يشرف عليها شخصيا، وحرص في تعليمته التي لم يشر إليها لا من قريب ولا من بعيد في البيان الإعلامي الذي وصل قاعات التحرير في ختام اجتماع مكتبه السياسي، أن اللقاءات الجهوية ستضم أعضاء اللجنة المركزية، نواب البرلمان بغرفتيه، أمناء المحافظات وأعضاء مكاتبها، أمناء القسمات ورؤساء البلديات والمجالس الشعبية الولائية الآئلة إلى الحزب.
وجاءت التعليمة مرفقة بجدول، حدد ستة تواريخ لكل لقاء جهوي وفضل أن تكون الانطلاقة بعد غد الأربعاء من ولاية المدية، أين سيلتقي محافظات المدية - البويرة - البليدة - الجلفة - عين الدفلى - تيسمسيلت - الشلف - تيارت، يليها لقاء ولايات الشرق يوم الخميس، على أن يستكمل يوم الجمعة ما تبقى من الولايات الشرقية، ليكون بعدها بولاية سيدي بلعباس للقاء قواعد الولايات الغربية، ويردفها بلقاء الولايات الجنوبية، ويختمها بالعاصمة في 19 جانفي.
هذه اللقاءات أشار بلخادم أنها ستتوج بندوة وطنية تحتضن كل منتخبي الحزب على المستوى الوطني بالعاصمة، وإن قال أن تاريخها سيعلن لاحقا، فمصادر "الشروق" أكدت أن أمانة حزبه تقدمت بطلب لمصالح ولاية العاصمة لتخصيص قاعة حرشة مكانا لانعقاد الندوة بتاريخ ال23 جانفي القادم.
التحدي الذي أظهره بلخادم لخصومه، بقراره النزول إلى الشارع من خلال قواعد حزبه في المنعرج الأخير للأزمة التي تعصف داخل الآفلان، تحمل قراءتين لا ثالث لهما حسب أوساط مراقبة: فإما أن بلخادم تلقى ضمانات من دوائر فاعلة في السلطة أكسبته الشجاعة على مواجهة خصومه، واستوعب الدرس وفهم الرسالة من تنحي غريمه أحمد أويحيى وتطوع لأداء مهمة بعينها ستنجلي معالمها خلال اللقاءات التي سيعقدها، وإمّا أن بلخادم استقوى من خلال احتكاكه برجال المال وركب رأسه وقرر المواجهة فاتحا ذراعيه لسيناريو مكرر لسابقه علي بن فليس في رئاسيات 2004.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com