الجزائر

«بلخادم» يرفض الاستسلام ويُدخل خصومه في حرب الإجراءات



«بلخادم» يرفض الاستسلام ويُدخل خصومه في حرب الإجراءات
تمكن «عبد العزيز بلخادم» من تجاوز صدمة سحب الثقة منه والإطاحة به من على رأس جبهة التحرير الوطني في وقت سريع جدّا، حيث شنّ هجوما معاكسا ضد خصومه في ثان جلسة من اجتماع الدورة العادية للجنة المركزية وتمسّك بخيار ضرورة احترام جدول الأعمال المحدّد سلفا من خلال انتخاب أمين عام عن طريق الصندوق، وهو ما يرفضه خصومه الذين يقترحون تعيين قيادة جماعية مع الإبقاء على دورة اللجنة المركزية مفتوحة.
لم تمر سوى ساعات قليلة على سحب الثقة من الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بفارق أربعة أصوات فقط، 160 صوتا مع ضد «عبد العزيز بلخادم» مقابل 156 صوتا إلى جانبه، حتى عادت الأمور في بيت «الأفلان» إلى نقطة الصفر بعد أن دخل الطرفان حرب الإجراءات القانونية التي استثمر فيها «بلخادم» للردّ بطريقته على من أسقوطه من قيادة الحزب العتيد، وإلى غاية مساء أمس لم تكن الصورة واضحة بسبب رفض المعارضين الالتحاق بالقاعة الرئيسية لفندق «الرياض» لاستئناف الأشغال.
ففي الوقت الذي كان فيه الكثير من المراقبين، وبالأخص خصوم «بلخادم»، ينتظرون أن يرمي المنشفة ويستسلم نهائيا، عاد الأخير من جديد إلى الفندق مساء الخميس في حدود الساعة السابعة مساء وكأنه راجع حساباته من جديد وحضّر نفسه لهذا السيناريو، حيث دعا إلى استكمال الأشغال من خلال تنصيب لجنة ترشيحات تمهيدا لفتح باب الترشح لمن يريد تولي منصب الأمين العام، لكن هذا الإجراء قوبل بالرفض من طرف المعارضين الذي قالوا إنه بسحب الثقة لم تعد هناك أية صلاحيات ل «بلخادم».
وقد ظهر «عبد القادر حجار» و«مصطفى معزوزي» بموقف رجلي الإطفاء باعتبارهما لعبا دور الوسيط بين «جماعة بلخادم» والطرف الثاني الذي يقوده «عبادة» وعدد من الوزراء الحاليين في الحكومة في مقدمتهم «رشيد حراوبية» الذي ظهر وكأنه قائد الجناح الموازي. وأمام غموض الصورة في ظل ظهور حالات لم ينصّ عليها القانون الأساسي للحزب اقترح «بلخادم» أن يتولى المكتب السياسي الحالي تولي تسيير شؤون الحزب بشكل مؤقت في حال تأخر انتخاب الأمين العام المقبل، في حين أن خصومه متمسكون بالقيادة الجماعية عن طريق تشكيل مكتب من عقلاء «الأفلان» يقوده «عبد الرزاق بوحارة».
وفي حدود الساعة الخامسة من مساء أمس كان الغموض سيد الموقف خاصة أمام إصرار المعارضين على البقاء خارج قاعة الجلسات رافضين شروط «بلخادم» الذي تشبّث أنصاره بضرورة مواصلة الأشغال وانتخاب أمين عام جديد، وقد جرى الحديث في تلك الأثناء بقوة بأن «عبد العزيز بلخادم» يريد الترشح مرة أخرى لمنصب قيادة «الأفلان» رغم أنه من الناحية الأخلاقية يبدو أمرا مستبعدا، وقد تمّ بالفعل تنصيب لجنة ترشيحات رغم استمرار مقاطعة جماعة المعارضة وستستؤنف الأشغال صبيحة اليوم في حدود الساعة التاسعة، ويتوقع أن يتمّ تنظيم انتخاب الأمين العام في الساعات القليلة المقبلة.
وقد تفطن «عبد العزيز بلخادم» بدعم من كبار القياديين من أمثال «عبد الرحمان بلعياط» و«عبد الحميد سي عفيف» وإطارات أخرى من قبيل الدكتور «نور الدين السد» و«الطيب الهواري» وآخرون إلى المسألة الإجرائية لأن القانون الأساسي لا يمنعه من الترشح مرة أخرى، وهو ما بعثر أوراق الجناح الآخر الذي يسود الطموح الكثير من الوجوه من أجل تولي الأمانة العامة ما يعني تشتيت الأصوات عند الاقتراع. واللافت أن «بلخادم» رفض من البداية تشكيل مكتب الدورة حتى لا يفقد السيطرة على الوضع ويخرج من الباب الضيّق وبالتالي فإن سيناريو بقائه على رأس «الأفلان» يبقى واردا.
وينتظر أن تحمل الساعات القليلة المقبلة الكثير من المفاجآت لاسيما وأن الجميع يترقب من سيكون على رأس القوة السياسية الأولى في البلاد. وكان «عبد العزيز بلخادم» قد صرّح في أوّل ردّ فعل له على النتائج النهائية للتصويت بالثقة قائلا: «مبروك لحزب جبهة التحرير الوطني»، ثم أضاف مدافعا عن نفسه: «لقد انتصرت لأنني كرّست اليوم الممارسة الديمقراطية». وكان من الطبيعي أن يبدو «بلخادم» متأثرا لكنه مع ذلك حرص على أن يبدو قوّيا في مواجهة الموقف: «مبروك على الجبهة وهذه هي الديمقراطية التي ينبغي علينا تكريسها»، وأنهى كلمته قائلا: «أتمنى لمن يخلفني أن يكون أحسن منّي إن شاء الله».


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)