وضع وزير الدولة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، شرطا في مقابل إقامة علاقة طبيعية مع فرنسا: أن يدين المسؤولون الفرنسيون الاستعمار كعمل إجرامي فالاستعمار جريمة وينبغي إدانته على أنه جريمة .كان موضوع الذاكرة والتاريخ المشتركين مع فرنسا، طاغيا على اللقاء الذي جرى أمس بمقر الأفالان بالعاصمة، بين عبد العزيز بلخادم والنائب في الحزب الفرنسي الاشتراكي حاليا، وسكرتيره الأول سابقا، فرانسوا هولاند، الذي بدأ، أمس، لقاءات مع مسؤولين جزائريين من خارج الجهاز التنفيذي. وبحث هولاند الذي يرأس وفدا فرنسا، مع بلخادم وأعضاء من المكتب السياسي للأفالان، قضايا كثيرة مشتركة بين فرنسا والجزائر، على رأسها ملف واجب الذاكرة المرتبط بالاستعمار.وفي هذا الموضوع قال هولاند إن الاستعمار فعل تراجيدي يستحق الإدانة ، وردّ عليه بلخادم حاملا إرادة جلية في وضع القضية في إطارها الصحيح، فقال: نحن نريد إدانة الاستعمار لأنه عمل إجرامي، لقد كان جريمة وينبغي أن يدان على أنه جريمة . وربط بلخادم الموضوع، ضمنيا، بقانون 23 فيفري 2005 الذي تحدث عن جوانب إيجابية للتواجد الفرنسي بشمال إفريقيا ، فقال إنه أساء كثيرا للجزائريين. وخاض بلخادم في موضوع التاريخ والذاكرة مطوّلا، وهو يتحدث للصحافة مع هولاند. ومن بين ما قال: علاقاتنا مع فرنسا مثقلة بالتاريخ والانفعالات، ويجب أن نتعاون حتى نتخلص من الأحكام المسبقة والتفسيرات المبنية على توجّه معيّن، ولكن ذلك ينبغي أن يتم في إطار واجب الذاكرة . ويمكن تلخيص الرسالة التي أراد بلخادم أن يبلّغها لفرنسوا هولاند كالتالي: الجزائر مستعدة أن تتجاوز الإرث الثقيل الذي خلّفه الاستعمار، لكن ليس قبل أن يتحمّل المسؤولون الفرنسيون الحاليون مسؤولية أفعال أسلافهم. وتحمّل المسؤولية، في منظور الجزائر، هو الاعتراف باقتراف جرائم فظيعة في الفترة ما بين 1830ـ .1962 واعترف الرئيس ساركوزي عندما زار الجزائر في نهاية 2007، بأن الاستعمار يستحق الإدانة ، غير أن ذلك غير كاف بالنسبة للمستعمرة الفرنسية سابقا.وذكر أمين عام الأفالان بأن ملفات حرية تنقل الأشخاص والتأشيرات وعدم توفر استثمارات مباشرة فرنسية أقل بكثير مما يتمناه الجزائريون . مشيرا إلى أن الجزائر تريد أن تنتقل من التعامل التجاري البسيط مع فرنسا، إلى إقامة شراكة. وقد تقاطعت وجهة نظره عند هذه النقطة مع نظرة فرانسوا هولاند الذي دعا إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، ووصف نفسه بأنه صديق الجزائريين . وأشار إلى الاتفاقات التي أبرمت خلال زيارة ساركوزي، التي اعتبرها مهمة لتجاوز الحساسيات المرتبطة بالتاريخ. وأضاف متحدثا عن مشروع الصداقة الذي ألغي في 2006: أنا لست مع المبادرات القانونية الكبيرة شبيهة بمعاهدة الصداقة، وفي المقابل أريد أن نواجه بعضنا بعضا بالحقيقة وأن نطلق استثمارات نتقاسم منافعها .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/12/2010
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: حميد يس
المصدر : www.elkhabar.com