بقايا كتامة في الجزائر

أصول كتامة : قبيلة كبيرة، أطول من ملك من قبائل البربر ، كانت لهم دول كثيرة ، أعظمها قوة واتساعا جغرافيا ( الدولة الفاطمية ) ، ذكر ابن خلدون أنهم ينتسبون إلى ( كُـتم / كُـتام بن برنس ) وكانت كتامة تتفرع لبطنين :
1/ يسودة ومنها : دنهاجة (ارتحلوا للمغرب) ومتوسة ( لعلهم عرش متوسين الموجود في جيملة - جيجل ) + فلاس + ورسين
2/ غرسن وكانوا ينقسمون إلى مصالة ( ربما هم عرش : مزالة - بجاية ) وقلان وماوطن و بني معاذ ولهيفة وجيملة ( هناك بلدية بنفس الإسم جنوب جيجل ) و بني يناوة ، و لطاية و إجانة و غسمان وأورباست بنو تيطاسن بن غرسن وملوسة من إيان غرسن بن غرسن ومن ملوسة هؤلاء بنو زيندوي (لعلهم زونداي المعاصرين في بلدية سرج الغول غرب جيجل )
وذكر أن الكثير من هذه البطون إنزاحت للمغرب الأقصى ( لفتنتها مع دولة الأغالبة )، رغم أن الموطن الأصلي لكتامة كان يمتد من سطيف وبجاية غربا الى جيجل شرقا و من جيجل الى سفوج الأوراس جنوبا . لكن بعد تأسيسهم للدولة الفاطمية و اعتناقهم للمذهب الإسماعيلي أحد فروع الشيعة ، هاجرت الكثير من بطون كتامة ناحية المهدية تونس ثم منها توجهوا إلى القاهرة مصر . وبقية منهم بقية هم محل دراستنا .
حيث يقول ابن خلدون عن #هجرة_كتامة للمشرق : (( ولما صار لهم الملك بالمغرب زحفوا إلى المشرق فملكوا الإسكندرية ومصر والشام واختطوا القاهرة أعظم الأمصار بمصر وارتحل المعز رابع خلفائهم فنزلها و "" ارتحل معه كتامة على قبائلهم"" واستفحلت الدولة هنالك وهلكوا في ترفها وبذخها. ))

#بني_تليلان يتمركزون اليوم في منطقة تقع على جانبي واد بوسيابة تتبع شمال بلدية غبالة ( جيجل ) . مجاورين لكل من العروش التالية : بني قايد+ بني ولبان + العومية + بني هارون + بني صبيح + ولاد براهم
ذكرهم ابن خلدون كأصرح فروع كتامة المتبقية في الجزائر . وخصهم بفصل بعنوان : ( الخبر عن بني ثابت أهل الجبل المطل على قسنطينة من #بقايا_كتامة.)
و #ولاد_ثابت الذي تكلم عنهم ، كانوا أهل المشيخة في بني تليلان ، حيث دون نسبهم على النحو : ( ولاد ثابت بن حسن بن أبي بكر من بني تليلان ) ، و الجبل المقصود هو الجبل المطل على جنوب مدينة القل ، وهم مازلوا على سفوحه ناحية الجنوب - شمال غبالة - .
وقد أوكلتهم دولة الموحدين رئاسة أهل الجبل و جمع المغارم ( الضرائب) من قبائله ، إلى أن جاءت الدولة المرينية وانتهت عهدة رئاستهم لأهل ( جنوب ) القل ، حيث قام السلطان المريني ( أبا العباس ) بمحو مشيختهم وسيرهم في جنوده واستعمل عماله في رئاسة #جبال_القل .
يستعمل ابن خلدون مصطلح #بقايا_كتامة , للدلالة أن هناك عروش كتامية لم تهاجر مع كتامة للمشرق ( المهدية -تونس ثم للقاهرة في مصر ) و ذكر بعضا منها ، ك : بني تليلان - جيجل ، وفروع في دلس- بومرداس ، وبالمغرب الأقصى ( بني يستيتن ) بجبل قبلة جبل يزناسن ( ناحية وجدة ) وقبيلة أخرى بناحية الهبط ( منطقة جبالة المغربية اليوم - شمال غرب المغرب ) وقبائل أخرى بناحية مراكش نزلوا مع صنهاجة هنالك
وذكر أن من بقايا كتامة : #سدويكش، وهم بطن كبير كانت رئاستهم في أولاد سواق. ، وقال أنه لا يعرف لهم نسب متصل إلى كتامة إلا أن القول الكتامي دارج فيهم : حيث قال (( ولا أدري الى من يرجعون من قبائل كتامة المسمين في هذا الكتاب. إلا أنهم منهم باتفاق من أهل الأخبار ))
والغريب أن ابن خلدون يذكر أن من بطون كتامة المتبقية ، هم قبيلة #زواوة ( القبايل ) ، ويستدل على كتامية زواوة ، جوارهم لأراضي كتامة التاريخية ( الساحل الجيجلي ) ، وينفي من قال أن زواوة ليسوا كتامة وانما إخوة #زواغة ، بقوله أن زواغة في عصره كانوا في طرابلس ، بينما نجد أن هناك ( عرش زواغة ) لازال موجودا جنوب سكيكدة وشمال ميلة وأشهر فروعه - #بني_خطاب - ( لعل ابن خلدون لم تصله أخباره! ) .
كما تطرق لظاهرة في عصره أن عروش #بقايا_كتامة تنكرت لنسبها #الكتامي بعد #هجرة_كتامة للمشرق ، بسبب أن عروش كتامة كانت شيعية على مذهب الإسماعيلية (نفس مذهب #القرامطة ) ، فمن تخلف منهم حاول الهروب من نسبه الكتامي ، قال : في حديثه عن انتحال عروش سدويكش للنسب السلمي ( من بني سليم ) :: (( وهم ينتفون من نسب كتامة ويفرون منه لما وقع منذ أربعمائة سنة من النكير على كتامة بانتحال الرافضة وعداوة الدول بعدهم فيتفادون بالانتساب إليهم وربما انتسبوا في سليم من قبائل مضر وليس ذلك بصحيح وإنما هم من بطون كتامة وقد ذكرهم مؤرخو صنهاجة بهذا النسب ويشهد لذلك الموطن الذي استوطنوه من أفريقية.))
وأضاف أن النسب الكتامي كان مستقبح ( هجنته ) في عصره:: ((نسب كتامة ... لما نكرتهم الدول من بعد أربعمائة سنة بانتحالهم الرافضة ومذاهبها الكفرية حتى صار كبيرهم من أهل نسبهم يفرون منه وينتسبون فيمن سواهم من القبائل فرارا من هجنته والعزة لله وحده.)) ،
وهذا القول نستدل منه بقاء عروش كتامية غيرت أنسابها في المنطقة لأسباب مذهبية . ( تغيير النسب لا يعني بالضرورة تغيير اسم العرش )
حاول العلامة مبارك الميلي المباركي الهلالي ، احصاء #بقايا_كتامة في الجزائر : فذكر : بني تليلان + بني معاذ + جيملة ( بلدية جنوب جيجل ) + إيجانة ( بلدية وسط جيجل ) ، فروع سدويكش ( وأشهرهم : ريغة جنوب سطيف ) + سلين وقريتُهُم بنو ورار بِقُربِها أنقاضُ مدينة إِكجان + موليت، /إِمّولة الموطّنون اليوم بين سطيف وبجاية + بنو گُشّة، فتقعُ مواطنُهُم اليوم بجبال بلديّةفجّ مزالة، من ولاية ميلَة. وأمّا بنو لَمائي، وهُم لمايَة، فيكونون بلا شكّ، بنو لْمايَن، الموطّنون ببسيط ريغة، ما بين نقاوس وسطيف. وأمّا كايازة، فلعلّهُم: قاريصة، الموطّنة في الجبال ما بين عنابة وسكيكدة وقسنطينة؛ وأمّا البُؤرة، فلهُم البلديّة المنسوبة إليهم، وتقعُ غربَي سطيف. وأمّا بنو مروان، فقد ذكر Mercier أنّ مواطنهُم تقع بالقُرب من ميلة أيضا. وأمّا بنو عيّاد، فتقع مواطنُهُم في نواحي أَقبو، ما بين رأس الواد وحوض القصب، وأمّا سگروال، فهُم بنواحي جيجل..الخ