تحمل الدورة الخامسة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما والفيلم الملتزم. المزمع تنظيمها في الفترة الممتدة ما بين يومي 12 و18 من الشهر الجاري أسماء لامعة في السينما العربية والعالمية.ويأتي المخرج الجزائري رشيد بوشارب والمخرجة الفلسطينية "نجوى النجار" في مقدمة الأسماء السينمائية التي يستضيفها المهرجان حسب ما علم من مصادر مقربة من المحافظة.حيث تشارك نجوى النجار ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلمها الأخير "عيون الحرامية". وهو الفيلم الذي تم ترشيحه ليمثل فلسطين في مسابقة الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي لعام 2014 ليثير الكثير من الجدل الفني والسياسي الذي رفع أسهم العمل عربيا وعالميا رغم الرسائل التي تضمنها العمل والذي تدين في مجملها السياسة الأمريكية المساندة للحركة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. ومن المحتمل أن تحضر بطلي " عيون الحرامية الممثل المصري خالد أبو النجا والفنانة الجزائرية سعاد ماسي عرض الفيلم في قاعة الموقار. إلى جانب باقي فريق العمل إيمان عون ونسرين فاعور وسهيل حداد وإلياس نيقولا.وللإشارة فان العمل من إنتاج شركة أسطورة للإنتاج الفني، بدعم من صندوق الثقافة الفلسطيني، يستلهم الفيلم قصة حقيقية للمناضل الشاب ثائر حمد عضو كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، الذي قنص 11 جندياً "إسرائيلياً" في 2002 في خضم انتفاضة الأقصى الثانية في منطقة وادي الحرامية، وتدور أحداث الفيلم حول المهندس طارق الذي يعتقله جيش الاحتلال ويسجن لإصابته، وبعد عشر سنوات يخرج باحثا عن ابنته الوحيدة التي انقطعت المعلومات عنها بعدما توفيت زوجته ليواصل بحثه حتى يصل لها، وخلال ذلك يكشف الفيلم عن الفساد والتعاون مع المحتل من جانب بعض المنتفعين مثل رجل أعمال يسهم في سرقة "الإسرائيليين" للمياه الفلسطينية لمصلحة المستوطنين، ولا يخلوالفيلم من الرمزية، ومنها مدلول سرقة المياه شريان الحياة، كما يعرض لصعوبات ومفارقات الحياة اليومية بمآسيها وطرائفها، وإن بدت العلاقات في الفيلم غير منطقية في بعض الأحيان ومنها إدانة الجارة لبطل الفيلم لغيابه بسبب اعتقاله، وانقطاع التواصل مع عائلته وغيرها من التفاصيل التي لا تبدو منطقية، وإن لم تؤثر كثيراً في رسالة الفيلم في انتصاره للحق في المقاومة، باعتبارها الأمل الباقي لمستقبل أفضل للأجيال القادمةفيما يشارك المخرج الجزائري المثير للجدل في كل خرجاته السينمائية "رشيد بوشارب"بفيلمه الروائي الطويل " طريق العدو" في أول عرض له في الجزائر. ويتناول الفيلم إشكالية "الإسلاموفوبيا "في الغرب، وتدور أحداثه في إحدى ضواحي مدينة نيومكسيكو الأميركية، ويبدأ المشهد الأول بالإفراج المشروط عن وليام غارنيت الذي يقوم بدوره فورست ويتيكر بعد أن قضى 18 عاما في السجن اعتنق أثناءها الإسلام.وعند الإفراج عنه قرر العيش بسلام والتخلص من نزوعه للعنف، ساعدته على ذلك إيميلي سميث التي تقوم بدورها الممثلة البريطانية بريندا بليثين، لكن عمدة البلدة بيل آغاني -الذي جسد دوره الممثل هارفي كيتيل- أصر على ملاحقة السجين السابق لأنه قتل مساعده قبل عشرين عاما.وفي الفيلم -الذي تبلغ مدته 117 دقيقة- نجد غارنيت يستعين بالصلاة وتلاوة القرآن والتسبيح عندما تشتد عليه المضايقات، لكن سلوكه الإسلامي يثير ريبة العاملين معه في مزرعة لتربية الأبقار. لم تنتهِ معاناة غارنيت عند ملاحقة الشرطة، بل اقتحم حياته تجار مخدرات من الذين كانوا سجناء معه، وأرادوا إرغامه على العمل معهم.ولكن غارنيت يرفض بشدة، ومن ثم اعتدى زعيمهم بالضرب المبرح على خطيبته، فكان أن انتقم البطل بقتل تاجر المخدرات مستخدما حجرا مسننا، وهنا ينتهي الفيلم تاركا في ذهن المشاهد انطباعا بأن "البيئة تولد العنف". لقي فيلم "طريق العدو" نقدا لاذعا من بعض النقاد في مهرجان برلين السينمائي، لأنه "لم يضف جديدا إلى قضية الإسلاموفوبيا، واعتناق بطل الفيلم الإسلام".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/12/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لمياء العالم
المصدر : www.elhayatalarabiya.com