الجزائر

بغية الترحيل إلى سكنات لائقة وانتشالهم من جحيم القصدير 1000 عائلة مقيمة بالأحياء القصديرية الحميز تحتج



لجأت أمس أزيد من 1000 عائلة تقطن بأربعة أحياء قصديرية بالحميز ببلدية الدار البيضاء بالعاصمة، إلى الاحتجاج وقطع الطريق الوطني تعبيرا عن رفضها لسياسة اللامبالاة المنتهجة من طرف مسؤوليها، إزاء معضلتهم التي طالت أزيد من 20 سنة، حاملين شعارات تندد بالوضع وتقول: “يافخامة رئيس الجمهورية، نحن في جحور، لا نريد وعودا وهمية، نريد التغيير” وغيرها من الهتافات التي ما لبثت أن تحولت الى فوضى، تلتها صدامات بينهم وبين أعوان الأمن الذين حاصروا المكان في ساعة مبكرة من صبيحة أمس، ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين أسفرت عن تسجيل إصابات طفيفة في أوساط المحتجين. وحسبما أدلى به ممثلو الأحياء المحتجة لـ “الفجر” فإن احتجاجهم جاء عقب سلسلة من النداءات والمراسلات الموجهة إلى مختلف الهيئات المعنية، بما فيها السلطات المحلية والولائية من أجل الوقوف على حجم معاناتهم وانتشالهم من الجحيم الذي يعيشونها في بيوت قصديرية تفتقر لأدنى ظروف العيش الكريم، ناهيك عن الأمراض والأوبئة التي تتهددهم منذ أن وطأت أقدامهم الحي سنة 1992، تحصلوا خلالها على وعد قاطع بالترحيل، إلا أنهم لم يشهدوا أي تغيير، ما دفعهم إلى تجديد ندائهم للسلطات المعنية التي قامت بإرسال لجنة في سنة 2007 من أجل إعادة إحصائهم، ووعدوا خلالها بالترحيل في مدة أقصاها شهر، غير أنه مرت أربع سنوات ولم تتجسد الوعود. وأشارت العائلات في حديثها لـ  “الفجر” إلى المشاكل اليومية التي تعترضهم في تلك السكنات التي ينعدم فيها كل شيء، بما فيها الماء الذي جعلهم في رحلة بحث مضنية عن قطرة منه، ناهيك عن مشكل شهادة الاقامة التي حرموا منها على رغم أنهم يقطنون بالحي منذ 20 سنة، إلا أن مشكل الإقامة لازال يطرح لحد الآن فضلا عن مشاكل أخرى نغصت حياتهم وحولتها إلى جحيم حقيقي،  ورغم ذلك لم يحرك رئيس المجلس الشعبي البلدي – على حد قولهم - ساكنا إزاء قضيتهم، بل طلب منهم الاحتجاج والخروج إلى الشارع، حتى تنظر السلطات الولائية لمعضلتهم، خاصة وأن الوالي المنتدب للدائرة الإدارية للدار البيضاء، كان قد رفض الحديث إليهم والاصغاء لانشغالهم بحجة أن الأحياء القصديرية الأربعة بما فيها حي الملعب، حي المندرين، حي البطاطا، وسكان وادي الحميز تم إحصاؤهم في سنة 2007، وهم الآن بصدد انتظار قرار السلطات الولائية، غير أن هذا لم يرق لهم، ودفعهم إلى الاحتجاج والتهديد بتبني لغة العنف في حال عدم أخذ مطلبهم محمل الجد.من جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الدار البيضاء، قنقاني الياس، في تصريح خص به “الفجر” أنه قام برفقة رئيس الديوان بزيارة ميدانية إلى مكان الاحتجاج للاستماع إلى انشغالات المواطنين وتوضيح الصورة لديهم لتفادي أي انزلاقات أخرى، خاصة وأنهم احصيوا مؤخرا وتم إعطاؤهم بطاقات الإحصاء من أجل التأكيد على إدراجهم ضمن برنامج إعادة الإسكان، مفندا في ذات السياق الاتهامات الموجهة إليه بشأن طلبه المتعلق بخروجهم إلى الشارع من أجل تحريك مشاعر السلطات الولائية.خالدة بن تركي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)