افتتح مهرجان المسرح العربي الرابع عشر، مساء الأربعاء الأخير، في المسرح الوطني بالعاصمة العراقية بغداد، بعد تجواله كل عام من مدينة عربية لأخرى، بتقديم استعراض راقص عنوانه "مقامات الحب والسلام" للمخرج ضياء الدين سامي، شارك فيه 86 ممثلا وراقصا، ليجسد العرض فكرة إعادة ترتيب البيت العربي والوحدة بين الأشقاء العرب.يرتقب أن يتم عرض 19 مسرحية في هذه الدورة الجديدة، من بينها 13 مسرحية ضمن المنافسة الرسمية، و5 مسرحيات خارج المسابقة، إضافة إلى مسرحية من فلسطين بعنوان "مترو غزة"، التي قدمت مساء الأربعاء بمسرح "الرشيد"، كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته الكبيرة.
ولأن اليوم وافق تاريخ 10 جانفي، وهو ذكرى اليوم العربي للمسرح، ألقت الفنانة اللبنانية نضال الأشقر "رسالة اليوم العربي للمسرح"، ومما حملته قولها "قبل الحرب الأهلية في لبنان، كانت بيروت مسرحا كبيرا لأحلام النخبة من اللبنانيين والعرب، وكانت عاصمة الخيال والمغامرة والحرية، وفي تلك الأجواء الرائعة، خضنا تجربة محترف بيروت للمسرح، التي كانت نواة ثقافية وفنية دينامية، رحنا من خلالها نبحث بحثا نابضا بالحياة عن شكل جديد ومضمون جديد للمسرح، عن مسرح حديث يشبهنا، يحمل هواجسنا وأمنياتنا، وحولنا تجمع فنانون ورسامون، شعراء وكتاب وصحفيون، رأوا في تجربتنا محاولة لا للتفتيش عن ذات مسرحية أصلية فحسب، بل عن ذات إنسانية تريد أن تولد، ساهمنا مع زملائنا الآخرين في المسرح اللبناني وفي الحياة الأدبية والثقافية اللبنانية، في خلق تلك الرعشة الجميلة التي جعلت بيروت الستينات والسبعينات صفحة ذهبية فريدة وخالدة في كتاب تاريخ المنطقة".
واسترسلت "ولا مرة قبل ذلك وخلاله واليوم فهمت المسرح إلا حياة تستبق الحياة، ...إن الإبداع وفرح الإبداع ونظرة الإبداع إلى الحياة والفن والكون، وانطلاقة الإبداع من الفكر النير المنفتح الحر، هو الحدث الأهم الذي غير مجرى حياتي نحو حياة أفضل، ونحو حرية واعية". وتابعت "الإبداع لا ينطبق فقط على الفنون، بل أيضا على السياسة وتحرير السياسة من العادي ومن المسلمات والتقاليد العفنة، والمبدع هو المحرض الرؤيوي الذي يحرك المستنقعات ويحرك المسلمات القائمة ويخربط السكون. وهو الذي يخرج من الثابت إلى الأفق الوسيع البناء".
وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبد الله، في كلمته الافتتاحية، إن بغداد اليوم ترفع راية المسرح انتصارا للجمال والحق والخير، انتصارا للحياة في مواجهة الموت، ولنعلن جدارتنا بالحياة والإبداع، فروح العروبة المبدعة حية لا تموت، رغم كل من يريد لها أن تندثر"، وتابع "نحن المسرحيون نبتدع حلمنا من قلب جرحنا، نُصدقه ونَصدُقه، ونمضي به ومعه حتى النهاية، مؤمنين آمين على إبقاء شعلة الوعي وقادة، فنحن الراية حين تهتز كل الرايات، ونحن البصيرة حين تغشى البصائر العتمات، ونحن الكلمة حين يبتلع الخوف الألسن وتسكت الأصوات". وتتشكل لجنة التحكيم برئاسة الممثل السوري أيمن زيدان، وعضوية الأكاديمي المصري سامح مهران، والممثل الفلسطيني حسام أبو عيشة، والكاتب المسرحي الليبي علي الفلاح، والمؤلف المسرحي اللبناني هشام زين الدين.
"مترو غزة".. رحلة حلم فلسطين الحرة
اختار المهرجان العربي للمسرح، الذي تقيمه سنويا الهيئة العربية للمسرح، أن تقيم عرضا فلسطينيا لبدء الأجواء المسرحية في بغداد، التي تحتضن الدورة الرابعة عشر للحدث، وكانت بمثابة التفاتة للقضية العادلة التي تواجه الظلم والمعاناة.
يبدأ العرض المسرحي، بحلم فتاة كانت نائمة على مقاعد تشبه مقاعد القطار، أخذها "المترو" من جنين إلى غزة، لتبدأ من هناك أحداث المسرحية. واختار المخرج ألا يتجاوز ديكور المسرحية تلك المقاعد وخلفية بيضاء، بدت في بعض الأحيان كأنها جدار، وفي أحيان أخرى كانت تظهر عليها مقاطع فيديو لأحداث حقيقية شهدها قطاع غزة، من قصف وتدمير على وقع مؤثرات صوتية.
وإذ يلمح العمل إلى تنقل الفلسطينيين في وطنهم بحرية، بعيدا عن الإجراءات والعراقيل السياسة التي يعاني منها الفلسطينيون، كما يعود إلى تلك المشاكل والصعوبات التي يكابدونها، ليبقى التحرك في فلسطين بحرية مجرد حلم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : دليلة مالك
المصدر : www.el-massa.com