روى أحد الإعلاميين العرب , (والعهدة على الراوي) أن وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية (سابقة), استغلت خشية دول الخليج من النظام العراقي في عهد صدام حسين, واقترحت على أحد الملوك العرب ضمان الحماية لمملكته بمقابل مالي, غير أن الملك فاجأها بإسماعها حكاية طويلة عن رجل تسلط على قطيعه من الغنم ذئب شرس يفترس من حين لآخر خرافه, فاستشار كبير القوم فقدم له عددا من الكلاب السلوقية أراحته من اعتداءات الذئب, غير أن الرجل لاحظ بعد مدة أن قطيعه ظل رغم ذلك في تناقص مستمر, لأن تغذية الكلاب السلوقية كانت تكلف أضعاف ما كان يستحوذ عليه الذئب, فاضطر إلى إعادة الكلاب إلى صاحبها و التعايش مع الذئب الشرس . «فبعض الشر أوهن من بعض» كما تقول العرب في أمثالها .المسؤولة الأمريكية استوعبت الحكاية و التزمت الصمت و لم تجرؤ على تجديد اقتراحها للملك المذكور أو لغيره.
هذه الرواية التي لا استبعد صحتها, تكشف أن الابتزاز الأمريكي لحكام العرب ليس وليد عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب , وإنما هي عادة قديمة في تعامل الإدارة الأمريكية مع الأنظمة العربية, لكنها كانت تتم سرا في الكواليس, وما فعله ترامب؛ أنه أخرجها للعلن, وأضحى يتفاخر بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, وفي المهرجانات الانتخابية لكسب بعض الشعبية التي أضاعها بسياسته المقوضة للنظام الدولي. والسؤال هل سيجد هذا الأخير حاكما حكيما يروي له قصة الرجل والذئب والكلاب السلوقية, جهارا نهارا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخلال المهرجانات الخطابية والإعلانية, ليفهم الرئيس الأمريكي بأن شر بعض الأعداء أو الخصوم أهون من شر بعض «الأصدقاء» أو الزبناء ...
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/10/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أ بن نعوم
المصدر : www.eldjoumhouria.dz