لا تزال جهود الأمم المتحدة الراعية للحوار الليبي، تلقى انتقادات شديدة من داخل البلاد، بسبب إدراجها بعض الشخصيات غير المقبولة في المفاوضات، وذلك بينما تتواصل جولات الحوار في المغرب اليوم.قال أمس القيادي البارز في ”تحالف القوى الوطنية”، خالد بوزنين في تصريح ل”الفجر” إن بعض الشخصيات المشاركة في الجولة الثانية من حوار ”الجزائر قدموا فقط حتى لا يحسب عليهم أنهم رافضين للحوار”.وقال إن سبب البلاء في ليبيا هو قبول الحوار مع هؤلاء الذين قبلوا بالانتخابات ثم رفضوها والآن يملأون شروطهم في إشارة إلى التيار الإسلامي الذي طغى حضوره في الجولة الأولى والثانية من الحوار مؤكدا ”أنهم شخصيات من ورق يأتمرون بأوامر آخرين من دول أخرى ولا يعملون إلا بهز الرؤوس فقط”. ومن وجهة نظره أن حوار الجزائر ما هو إلا استكمال لفيلم حوار الصخيرات بالمغرب المقرر اليوم. وانتقد دور هيئة الأمم المتحدة التي ”أصبحت تلعب بليبيا وبسيادتها”، خصوصا أن الحوار كان في البداية بين مقاطعين للبرلمان مع أعضاء برلمانيين جاءوا إلى طبرق.وأضاف أن الحوار يتصاعد دائما حين تقترب قوات الجيش من طرابلس وتحقق انتصارات في بنغازي.. بينما وقت دخلت قوات التيار الرافض لنتائج الانتخابات بنغازي وطرابلس في شهر رمضان الماضي لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا.وتأسف بوزنين لتحول بلاده لعبة في ”أيدي مجتمع دولي قذر يرى مصلحته في تمكين الإسلام السياسي الذي زرعته أمريكا عن طريق عملاء من دول عربية ودول أخرى تريد أن تلحق الركب الذي فاتها من قبل”. وتمكّنت الجهود الأممية من إقناع الأطراف المعنية بالحوار في ”نقطة مهمة”، حول إشراك رجال النظام السابق في المرحلة المقبلة، لكنَّ تلك المسألة لا تزال تثير ردود فعل التيار الإسلامي الذي تأكّد قبوله بشرط المرور عبر القضاء أو القانون.من جانبه المجلس البلدي للزنتان أكد إنه لن يقبل بأي حكومة لا يقرها مجلس النواب باعتباره خيار الشعب الليبي. وأكد المجلس في بيان له ”بخصوص الجدل الدائر حول حوار الجزائر”، على عدم مكافأة من سماهم ”الانقلابيين” بالوصول إلى السلطة بالحوار كبديل عن القوة التي ”اتخذوها منهجا وطريقا للوصول إلى الحكم”، معتبرين ذلك سابقة خطيرة لها ما بعدها إذا ما تم التهاون فيها. وأوضح موقفه من الحوار بالقول ”نحن في الزنتان نلتزم بالحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة ووافق عليه مجلس النواب و ندعمه”.وجاء رد القائد العام للجيش الليبي الفريق أول الركن خليفة حفتر بشكل غير مباشر على حوار الجزائر عندما أبدى دعما لجهود المصالحة التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا، لكنه قال إنه لا يرى خيارا سوى الحل العسكري، في حال لم يتمكن الفرقاء في بلاده من التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة.وشدد حفتر على رفضه التفاوض مع الجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا، مشيرا إلى أن الحكومة المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من طبرق مقرا لها، جاءت باختيار الشعب الليبي، وتسعى لتنفيذ إرادته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/04/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أمين لونيسي
المصدر : www.al-fadjr.com