اكتشف علماء لوحة بورتريه مخفية تحت لوحة أخرى رسمها الرسام الفرنسي الراحل، إدغار ديغا. واستخدم باحثون في أستراليا أشعة سينية قوية، لتسليط الضوء على لوحة بورتريه لامرأة شابة، كانت مستترة تحت بورتريه لسيدة في لوحة ديغا المسماة بورتريه لامرأة . ويعتقد الباحثون أن المرأة المرسومة في اللوحة هي إيما دوبنيه ، التي ظهرت في أعمال أخرى لديغا. ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية ساينتيفيك ريبورتس . ويقول الدكتور داريل هوارد، وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة: أعتقد أن المثير حقا، أننا استطعنا أن نضيف عملا فنيا جديدا للرسام ديغا، ونطلع العالم عليه . وكان من المعروف منذ فترة طويلة أن لوحة صورة امرأة للرسام ديغا، والتي ترتدي قلنسوة وفستانا أسودين والتي رسمها في السبعينيات من القرن التاسع عشر، تحوي تحتها رسما آخر. وكشفت الأشعة السينية التقليدية الخطوط العريضة للوحة المخفية ولكن من دون كشط الرسم الظاهر، احتاج الباحثون إلى تقنية أكثر قوة لإظهار أي تفاصيل أخرى. ولذلك، استخدم العلماء السينكروترون الأسترالي، وهو مسرع ضخم ينتج أشعة سينية أكثر قوة، لكي يروا ما تحت الطبقات العليا من الرسم. وتمكنوا من اكتشاف العناصر المعدنية الموجودة في الأصباغ، التي استخدمها ديغا في الرسم الأسفل. ويقول الدكتور هوارد من معهد أشعة السينكروترون بأستراليا: كل عنصر له بصمته الفريدة، ولذلك استطعنا تجميعهم ، وأضاف: ما فعلناه هو تحليل هذه البيانات وبناء خرائط العناصر، وهو ما سمح لنا بتصوير كل الأصباغ المختلفة التي استخدمت في الرسم . وبهذه الطريقة، تمكّن الباحثون من أن يروا بالألوان وبتفاصيل واضحة اللوحة المخفية لديغا، وهي رسم لامرأة ذات شعر كستنائي. واللوحة المخفية عبارة عن عمل فني غير مكتمل، وتظهر أن ديغا حاول مرات عدة إعادة رسم ملامحها. لكن العلماء قالوا إنها كانت واضحة، لدرجة تكفي لمحاولة استنباط الشخصية التي رسمت فيها. وقال الدكتور هوارد: بمجرد أن اتضحت الصورة، بحثت عن قائمة أعمال ديغا، وأستطيع القول، في أقل من خمس دقائق، إن لدينا تطابق جيد ، وأضاف: رجحنا أن الرسم المخفي هو لنموذج رسمه ديغا مرات عديدة. إنها إيما دوبنيه. اعتقد أن التشابه مدهش جدا . ويعتقد العلماء أن اللوحة تركت لأعوام عديدة قبل أن يرسم ديغا لوحته الأخيرة فوقها. ويقول الدكتور هوارد: تشير الأعمال الأكاديمية السابقة عن ديغا إلى أنه رسم إيما دوبنيه عام 1869 تقريبا، لكن الرسم الآخير يعتقد أنه قد رسم بعد ذلك بنحو 7 إلى 10 سنوات . ويقول مايكل فاركو كوكس، المسؤول بمتحف فيكتوريا الوطني بمدينة ملبورن الأسترالية حيث تعرض اللوحة: إنها حقا لحظة مثيرة أن ترى شيئا أنتجته يد فنان، ولم يكن قد رآه أحد من قبل . وقال كوكس، إن اختيار الفنان التخلي عن رسم صورة ما وإعادة استخدام نفس مادة اللوحة في رسم صورة أخرى كان أمرا شائعا. لكن كوكس قال، إنه من المبكر جدا تحديد هوية المرأة، التي تظهر في اللوحة المخفية، وإن القائمين على متحف فيكتوريا الوطني يجرون مزيدا من الأبحاث، لتحديد تاريخ رسم الصورة وشخصية المرأة التي تظهر فيها. ويقول الباحثون، إن تقنية الفحص بالأشعة السينية، التي لن تؤذي الأعمال الفنية، تعد أداة مهمة لفحص الأعمال الفنية، بعد أن كان المسؤولون عن حفظ اللوحات المرسومة، إذا أرادوا معرفة المزيد من المعلومات عنها وعن تاريخها، يلجأون الى أخذ عينة منها وفحصها مختبريا، وبالتأكيد مثل هذا الإجراء كان يؤثر على العمل الفني، كما يؤكد الدكتور هوارد. وأضاف د. هوارد: بتقنيتنا هذه، نستطيع أن نجري مسحا لمجمل العمل المرسوم وإعادته الى الغاليري في الحالة نفسها التي تسلمناه بها .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/08/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجمهورية
المصدر : www.eldjoumhouria.dz