الجزائر

بعد انتظار دام أكثر من 70 سنة



بعد انتظار دام أكثر من 70 سنة
وزير المجاهدين يعلن عن فتح ملف ضحايا مجازر 8 ماي 1945أعلن وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس الأحد، عن فتح ملف ضحايا مجازر 8 ماي 45 بالجزائر بعد نحو 70 سنة من الانتظار و الغموض الذي طال إحدى أهم القضايا التاريخية المرتبطة بالفترة الاستعمارية و الذاكرة الوطنية. و قال الطيب زيتوني في رده على سؤال للنصر، خلال زيارته لولاية قالمة بأن ضحايا مجازر 8 ماي 45 معترف بهم سياسيا لكن الاعتراف القانوني بهم كشهداء لم يتم بعد، و أضاف بأن العمل جارٍ حاليا حول هذا الملف التاريخي الهام، و أنه سيتم تبليغ الرأي العام بالنتائج المتوصل إليها في الوقت المناسب. و يعد هذا أول تطور بارز يعرفه ملف ضحايا مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر بعد سنوات طويلة من النضال الذي تقوده جمعية 8 ماي 45 و أهالي الضحايا، الذين لم يتوقفوا عن المطالبة بفتح الملف الشائك و إطلاق صفة الشهيد على الضحايا الذين سقطوا بالآلاف في واحدة من أبشع المجازر ضد الإنسانية في التاريخ الحديث لكن الضحايا بقوا مقيدين كأحياء أو مفقودين في سجلات الحالة المدنية منذ 70 سنة تقريبا و أدى هذا الوضع إلى تعقيدات قانونية شكلت متاعب كبيرة لأهالي الضحايا الذين طالبوا أكثر من مرة بتدخل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإنصاف الضحايا، و إنزالهم منزلة الشهداء و طي الملف العالق باعتراف صريح و شجاع يجبر الضحايا و يعزز الذاكرة الوطنية و يقويها. و مازالت مجازر ماي الأسود التي أودت بحياة 45 ألف ضحية بسطيف قالمة، خراطة قسنطينة سعيدة و غيرها من المدن و القرى الجزائرية تلقي بظلالها على العلاقات الجزائرية الفرنسية و تثير مزيدا من الخلافات و النقاشات المتعلقة بالذاكرة التاريخية بين الشعبين. و برز الملف الشائك إلى واجهة الأحداث أكثر من مرة خلال التصريحات المتبادلة و الخطابات التي تتحدث عن العلاقات السياسية و حتى الاقتصادية و كذلك عن الفترة الاستعمارية التي يعتبرها الجزائريون مرجعا للصداقة و التعاون بين البلدين. و أوضح الطيب زيتوني بأن الجزائر لن تدخّر جهدا في المحافظة على الذاكرة الوطنية و توصيلها للأجيال المتعاقبة من خلال كتابة التاريخ و رقمنته و الاهتمام أكثر بالمقاومة الجزائرية الضاربة في أعماق التاريخ و بالمعارك التي خاضها جيش التحرير خلال الثورة و مراكز التعذيب و تلقين المعارف التاريخية للتلاميذ و الطلبة عبر مختلف مراحل التعليم و بناء المزيد من المعالم التاريخية و مقابر الشهداء و متاحف المجاهد و مراكز الراحة للمجاهدين معتبرا كل هذه المنجزات بمثابة رسالة قوية لمن وصفهم بالمشككين في مسار الثورة و قادتها. و تفقد وزير المجاهدين هياكل القطاع بولاية قالمة، و أطلق تسميات الشهداء على مؤسسات تربوية و مرافق صحية و إدارية و دشّن لوحات و جداريات بأسماء الشهداء و نصب تذكارية بعدة دوائر و تفقد أشغال تهيئة مقابر الشهداء. و زار مشروع تهيئة المنزل الريفي للرئيس الراحل هواري بومدين بمنطقة بني عدي شمالي قالمة، و وعد بتحويله إلى ملحقة لمتحف المجاهد بالولاية و بناء قاعة عرض تجمع فيها مآثر ثاني رئيس للجزائر. و وجه الطيب زيتوني دعوة إلى عائلة الرئيس الراحل هواري بومدين للمساهمة في إثراء قاعة العرض الجديدة بمسقط رأسه و ذلك من خلال وضع ما توفر من مقتنيات الرئيس و أغراضه الشخصية بفضاء العرض الجديد الذي سيتحول إلى مركز جذب للطلبة و الباحثين و الزوار القادمين من داخل الوطن و خارجه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)