الجزائر

بعد الاعتداء على حافلة أولمبي الشلف.. البطولة المحترفة.. بداية على وقع الدم!



بعد الاعتداء على حافلة أولمبي الشلف.. البطولة المحترفة.. بداية على وقع الدم!
في أي خانة يمكن تصنيف الاعتداء الجبان الذي تعرضت له حافلة نادي أولمبي الشلف وهي تغادر مدينة وهران عقب انتهاء مباراته مع المولودية المحلية؟وهل هناك مؤشر سلبي أكثر من أن تبدأ البطولة الاحترافية للقسم الأول بمثل هذه الحادثة المؤسفة؟ وكيف سيكون الموسم الكروي في شقه المتعلق بالعنف
والاعتداءات؟ وبأي طريقة سيتم التعامل مع هذا الفعل العدائي في حق فريق أولمبي الشلف؟ في الحقيقة هناك العديد من الأسئلة التي تتبادر للذهن وتطرح بإلحاح حيال ما عرفته الجولة الأولى من الدوري المحترف والتي جرت والحق يقال في ظروف جيدة للغاية لولا حادثة الاعتداء على حافلة الشلف.
وإذا كانت "التبريرات" التي حاولت تفسير السلوك الطائش لشرذمة من أنصار المولودية الوهرانية قد تركزت في مجملها حول أحداث موسم 2007 - 2008 عندما تدهورت العلاقات بين الفريقين عقب سقوط مولودية وهران لأول مرة إلى القسم الثاني بعد أن فشلت في فرض وجودها ومنطقها خلال لقاء فاصل جمعها بأولمبي الشلف وانتهى بنتيجة التعادل (1 - 1) الذي زج بالنادي الوهراني إلى القسم الثاني خلال اليوم الأخير من البطولة الوطنية، وهو ما ولد أجواء مكهربة خلال كل المواجهات التي جمعت الفريقين منذ ذلك التاريخ حيث تشهد كل موسم مناوشات بين أنصار الفريقين وحماسا على أرضية الملعب بين اللاعبين.
ولئن كانت أحداث المواسم الماضية لم "ترتق" إلى حد الاعتداءات الجسدية على اللاعبين فإن ما حدث يوم أمس الأول يعد سابقة خطيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصنف في إطار الأفعال المعزولة طالما أنها تؤشر إلى أن الموسم الحالي الذي انطلق سوف لن يكون خاليا من مظاهر العنف والاعتداءات وكل السلوكات المنافية لروح المنافسة الكروية الشريفة، ويكفي في هذا المجال الإشارة إلى الإصابات التي لحقت بلاعبي الشلف عقب رشق حافلتهم بالحجارة على منوال الإصابة الخطيرة التي تعرض لها اللاعب البنيني بدارو نانا الذي ينشط في صفوف الشلف وهو ما أحدث نوعا من الاستياء في أوساط نادي الشلف.
إذا حاولنا عبثا الاعتماد على الحادثة التي ميزت الجولة الأولى من المنافسة ووضعناها في السياق الذي اعتادت عليه ملاعبنا في الأعوام الأخيرة أمكننا استنتاج حقيقة وهي أن الوقائع والمعطيات لا تبشر بالخير إذ لا يعقل أن تظهر مظاهر العنف والانزلاقات مع بداية الموسم الكروي التي تعتبر بمثابة محطة جس النبض بين الأندية المتنافسة في دوري يدخل موسمه الاحترافي الرابع، وفي هذا الإطار لا يمكن تبرير مثل هذه السلوكات من أندية يفترض أنها تخطت العقلية الهاوية إلى أخرى أكثر احترافية وفقا لما يحدث في شتى بطولات العالم لكن ذلك لا يبدو بأنه سيتجسد على أرض الواقع طالما أن المؤشرات الأولية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مستوى لعبتنا الشعبية لم يحافظ حتى على مكانته الهاوية فكيف به أن يتطلع إلى بلوغ الاحتراف.
هكذا شاء القدر لكرتنا أن تعيش على وقع الهزات الارتدادية التي بلغت درجاتها أرقاما مخيفة، لا نعتقد بأن معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تنخر جسم كرتنا من خلال تسليط عقوبات روتينية على مرتكبي مثل هذه التجاوزات والجرائم على منوال إيقاف بعض الأشخاص الذين تسببوا في الحادث أو تسليط عقوبات على الفريق بحرمانه من اللعب على ملعبه أو دخول أنصاره إلى بعض مقابلاته، لأن مثل هذه الحلول أثبتت عدم جدواها بدليل أن التجاوزات ومظاهر العنف لم تتوقف بعد أن فرضت نفسها ووجودها الدائم في كل موسم كروي.
انطلاقا من حادثة يوم أمس الأول عدة سيناريوهات لحلول متوقعة أو على الأقل مقترحة لتفادي وقوع مثل هذه السلوكات، وأبرزها على الإطلاق خيار وضع حراسة مشددة على حافلات الأندية منذ قدومها إلى الملاعب وإلى غاية مغادرتها، وهذا الحل من شأنه على الأقل حماية أرواح وأجساد اللاعبين وهي مهمة ليست بالسهولة التي نتصورها طالما أن تمادي شرذمة أنصار الأندية التي جنحت إلى انتهاج سلوك عدائي كروي للعبة يفترض أن تقرب العلاقات بين اللاعبين كما الجماهير وحتى إن نجحت الاحتياطات الأمنية التي قد تستفيد منها بعض الأندية خاصة عندما يتعلق بمواجهات تشتم فيها رائحة العداء والعنف والانزلاقات فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد لأن ما يخشاه الجميع هو أن يستمر هيجان الأنصار في المدرجات وخارجها على منوال ما حدث في المواسم الماضية التي شهدت وفاة عدد كبير من الأنصار بعد أن بلغ العنف ذروته من خلال استعمال الأسلحة البيضاء في وضح النهار وهو ما ساهم في تحويل فضاءات ملاعبنا ومدرجاتنا إلى أجواء جنائزية بأتم معنى الكلمة.
ولا نغالي إن قلنا إن ملاعبنا باتت اليوم تحتل الصدارة من حيث مظاهر العنف والخروج عن النص والدليل أنها تحتل المرتبة الأولى من حيث الوفيات التي شهدتها في المواسم القليلة الماضية، وهي مرشحة إلى التفاقم وبلوغ مستويات أكثر دموية مستقبلا والدليل أن بداية مشوار المنافسة هذا العام بلغت خطورة كبيرة.
ما من شك أن ما حدث لنادي أولمبي الشلف لا يمكن أن يمر مرور الكرام على الأقل عند أنصاره الذين سيعدون العدة لنادي مولودية وهران عندما يزور الشلف خلال لقاء العودة وبالتالي فإن روح الانتقام ستكون حاضرة وفق ما دأبت عليه الأندية المتناحرة فيما بينها، إلى حد باتت الأحداث التي ستميز لقاءاتها متوقعة ومعروفة وهذا منذ عشرات السنين، وإذا كانت ذاكرتنا تحتفظ ببعض الصور المفزعة والغريبة عن تقاليدنا الكروية التي ميزت تاريخنا فإن بروز ثقافة العداء والحقد والانتقام ورد الصاع صاعين هو المنهج والأسلوب الذي بات منتهجا عند السواد الأعظم من جماهير أنديتنا وحتى مسيريها الذين يساهمون بطريقتهم الخاصة في زرع ثقافة الانتقام وشحن جماهيرها على ارتكابها الجرائم في حق الأندية التي تزور ملاعبها.
والثابت أن ما حدث يوم أمس الأول لا يمكننا اعتباره فعلا معزولا بل يخفي الكثير من رواسب الحقد والضغينة إذ لا يعقل بأي حال من الأحوال أن تستمر روح الكراهية والانتقام لسنوات طويلة رغم تغير اللاعبين والمسؤولين، إذ بدل أن تسود روح التسامح والإخاء بين أطراف الفرق يفضل البعض الإبقاء على الحساسيات وهنا يطرح سؤال بريء على الذين هاجموا لاعبي الشلف ومنهم اللاعب البنيني الذي لا دخل له فيما حصل بين الفريقين قبل سنوات، ويبقى ذنبه الوحيد هو أنه اختار اللعب لناد اسمه أولمبي الشلف وبالتأكيد فهو قدم إلى الجزائر وهو يجهل تماما ماذا حدث بالضبط ويكون بعد حادثة يوم أمس الأول قد عرف خلفيات الاعتداء الذي تعرض له رفقة بعض من زملائه.
ويبقى السؤال المطروح هو ماذا لو فازت الشلف بوهران، كيف ستتمكن من مغادرة ملعب زبانة بوهران؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)