تحولت دار العجزة الواقعة بحي "بلاد زدام" في باتنة، من مكان لرعاية المسنين إلى فضاء تلتقي فيه كل الفئات المهمشة من قبل الجميع فيها، والتي تعاني من قساوة المجتمع بداية بأقرب الأقربين، ناهيك عن التفاتة جدية من المسؤولين تنقذهم من وضعية غير إنسانية باتوا يتجرعون مرارتها يوما بعد آخر داخل الدار. فئة العجزة والمسنين التي يفترض أن يختص بها هذا المركز لا تشكل في واقع الأمر أكثر من نسبة 20 بالمائة من نزلائه، فبعد أن أصبحت هذه الدار مكانا يأوي إليه المختلون عقليا، تحولت مؤخــرا إلى ملجأ وحيد للمشردين وعديمي المأوى بعد شتاء بارد و ظروف طبيعية قاسية تعذر معها المبيت في العراء. والملفت للانتباه أن بعض هؤلاء المشردين أوالأشخاص دون مأوى يأتون من ولايات مجاورة كسطيف وأم البواقي والمسيلة وبرج بوعريريج، وأن منهم من يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية لا يمكن معها التعرف على هويته أو الجهة التي قدم منها بعد أن تخلى عنه أهله كلية. فمن بين 120 نزيلا بالدار تتراوح أعمارهم بين 20 و100 سنة وتتشكل غالبيتهم من النساء، يوجد عدد كبير من المختلين عقليا الذين يشكلون خطرا حقيقيا على بقية النزلاء بسلوكاتهم العدوانية، خصوصا عند افتقادهم للمهدئات التي لا تقوى على توفيرها ميزانية دار العجزة، ولا تدخل في اختصاصها أصلا، مما يجعل نزلاء الدار عرضة للاعتداء في أية لحظة ويبقيهم على أهبة لذلك ليل نهار، وهي معاناة أخرى تضاف إلى قلة الرعاية الاجتماعية بالمركز وانعدام النظافة والروائح الكريهة المنبعثة من كل زاوية، وكذا قلة الإطعام لعدم وجود طباخين مختصين، حيث غالبا ما تقوم بهذه المهمة عاملات النظافة. وأمام هذه الوضعية الصعبة كان لزاما على الجهات المختصة التدخل لإجلاء المختلين عقليا المحتاجين إلى رعاية طبية خاصة إلى مصلحة الصحة العقلية بالمعذر أو إلى المستشفيات القريبة من باتنة وتحسين الظروف الصحية والمعيشية لنزلاء الدار، هو ما انتظره هؤلاء طويلا وسط وعود مؤجلة ووضعية باتت لا تطـاق. طارق رقيق
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/03/2009
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com