الجزائر

بعد أن فشلت في مسعى القاعدة العسكرية ورغبتها في قبض ثمن المساعدات التقنية واشنطن تُخطط لبناء قاعدة اقتصادية كبرى بالجزائر لمراقبة إفريقيا وأوروبا والعرب



22 مليار دولار قيمة المبادلات وقطاع النفط أهم رابط بين البلدين وتقول التقارير إن مسيرة العلاقات الثنائية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، مرت بعدة مراحل شهدت خلالها عدة تقلبات، بالرغم من أن مجال المبادلات لم يتعد قطاع المحروقات والتجهيزات وعتاد الصناعات الكيماوية وكذا الأسلحة الحربية، وبعض الأنشطة التجارية، منها السيارات، والألبسة التي كانت تمر على أوروبا سابقا، قبل إنشاء مجلس رجال أعمال مشترك بين البلدين، يرأسه الخبير إسماعيل شيخون، الذي تحرك كثيرا في سبيل تقريب الشركات الأمريكية من سوق الاستثمارات المحلية، لا سيما الجزائريين المقيمين هناك، من أجل جلبهم إلى هنا في شاكلة المستثمرين المهاجرين، وقد نجح في ذلك، من خلال الزيارات المتكررة لوفد ضم نحو 70 شركة أمريكية زارت الجزائر بين 2009 و2010، لدراسة نظام التعاملات وفرص الاستثمار في القطاعات الواعدة، إلى جانب الاستثمار في المحروقات، على غرار شركة “ أنداركو” التي اكتشفت 12 حقلا بتروليا منذ 1991، وتنتج 2.8 مليار برميل حسب آخر حصيلة لها.الانطلاقة في 1776 وبوتفليقة وطّد العلاقات من جديدوبالرغم من أن علاقات البلدين ظلت على صفيح ساخن، بموجب تدخلات الجزائر في شأن الشرق الأوسط وإسرائيل، وبموجب الدعم الأمريكي للمغرب في الصحراء الغربية، إلا أن التاريخ يؤكد أن الجزائر من أول الدول التي اعترفت باستقلال أمريكا عام 1776، وسعت إلى توطيد العلاقات معها تجاريا واقتصاديا. وبدوره، أيّد جون كينيدي استقلال الجزائر عام 1957 حين استقبل أحد رجال الثورة وهو بن بلة، وتحدث معه عن مستقبل الجزائر الاقتصادي، كما أمضت أمريكا اتفاقية تجارية سنة 1975 مع الرئيس الراحل هواري بومدين، بالرغم من أن الجزائر تبنّت المذهب الاشتراكي، إلا أن شركة “آل باسو” الأمريكية كانت تسوق الغاز الجزائري نحو الخارج. غير أن العلاقات شهدت فتورا اقتصاديا إلى غاية 2001، حيث قام رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بزيارة البيت الأبيض مرتين، وتحدث مع جورج بوش عن عدة محاور للتعاون الثنائي. وتوضح التقارير أن صادرات الجزائر تشمل ما قيمته 14.5 مليار دولار من المنتجات الخام و1.96 مليار دولار من المنتجات المكررة و1.29 مليار دولار من الغاز و15 مليون دولار من المشتقات البترولية، وذكر أن الصادرات الأمريكية تتمثل في الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى وقطع غيار الآلات الصناعية والزيوت الصناعية والمنتجات المعدنية المصنعة والتجهيزات الكهربائية.استغلال موقع الجزائر الاستراتيجيوتسجل أمريكا حضورا قويا في مجال المساعدات التقنية واستشارات الخبرة، وتقدم خدمات في مختلف القطاعات. وفي المقابل ترغب في قبض ثمن هذه المساعدات، عن طريق بسط نفوذها اقتصاديا، ببناء قاعدة كبرى، تراقب من خلالها النشاط التجاري العابر للجزائر إلى إفريقيا وأوروبا والعرب، كما تُراقب كل القطاعات الأكثر استقطابا على الصعيد القاري، في محاولة منها لإخضاع أوروبا لمنطقها، بعد أن سيطرت القارة العجوز على القارة السمراء لعدة عقود، معتبرة إيّاها منطقة متحررة تابعة لها، إلى جانب متابعة الشؤون العربية والمغاربية، لا سيما وأن الجزار تمثل 70 بالمئة من التبادلات المغاربية مع أمريكا. وتطمح أمريكا أيضا إلى إخضاع إفريقيا لنظام اقتصاد السوق، باستغلال نفوذ الجزائر قاريا. عبد النور جحنين


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)