الجزائر

بعث الفرد الجزائري قبل السياحة !



بعث الفرد الجزائري قبل السياحة !
وزير السياحة محمد بن مرادي، يقول إن تشييد الفنادق الفخمة أمر لا يُعد محفزا كافيا لبعث السياحة في الجزائر. هذا كلام صحيح لا غبار عليه لأن السياحة أضحت علما يدرس في المعاهد، وبرنامجا تسهر عليه الحكومات، وعقيدة تؤمن بها الشعوب، ونحن في الجزائر نسير عكس هذه الضروريات، ونريد أن نجعل من السياحة موردا يكسب خزينة الدولة المال الوفير !
في الجزائر، تعاونت الجهات الرسمية ممثلة في مؤسسات الدولة مع المواطن على ضرب السياحة وتنفير شعوب العالم من بلدنا، ولا أتحدث هنا عن إهمال الدولة للمواقع السياحية، وعدم العناية بهذا المرفق بما فيه الكفاية، إنما أبدأ بسلوك الفرد الجزائري الذي يهدد السائح ويجعله ينفر من بلدنا إلى غير رجعة، وبطبيعة الحال، فإن سلوك الفرد الجزائري، هو صناعة اتقنها نظامنا السياسي الذي جعل من الإنسان الجزائري مخلوقا عدوانيا، يسير عكس التيار في كل مكان وزمان !
السياحة فن، ونحن في سلوكنا داخل المجتمع نفتقر إلى هذا الفن، وهي أيضا ثقافة ونحن في واقعنا نفتقر إلى هذه الثقافة التي تحفزنا على التعايش مع الآخر والتعامل معه صديقا مكملا وليس عدوا مهددا.. مطاعمنا تنفر السائح بخدمات فيها الكثير من العنف والإعوجاج.. كلامنا مع الآخر ينفر السائح ويدفع به إلى الهجرة بعيدا وعدم التفكير في زيارة بلدنا مرة أخرى.. كل ما عندنا يخالف قواعد السياحة المعروفة عالميا، لذلك إذا أردنا فعلا أن نبعث السياحة في الجزائر في شكل ثروة تخلف ثروة البترول، علينا بمراجعة الإنسان الجزائري، من خلال مراجعة اعوجاج مؤسسات الدولة جميعها، ووقتما صلحت هذه المؤسسات وأصبحت تلعب دورها، صلح الفرد الجزائري وأصبح للسياحة شأن في الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)