بسبب تأخر صرف الرواتب إدارة بن بوزيد في قفص الاتهام

اتهم مجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني الإدارة بالتستر على المسؤولين ''المفسدين'' الذين يدوسون على شكاوى الأساتذة، وانتقد ما اعتبره ''حصانة'' لهؤلاء، بدليل عدم تدخل الوزارة، لحد الآن، لمحاسبتهم وامتصاص غضب مستخدميها في جميع الولايات، وحملها مسؤولية الإضرابات التي ستشل معظم المؤسسات التربوية عبر الوطن. استغرب المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني تعامل مصالح وزارة التربية مع شكاوى مستخدميها المتراكمة، حسبه، في أدراج المسؤولين عبر الولايات، وهو حال المواطن البسيط، يضيف، الذي لم يعد يؤمن بالورقة 21/27، وأصبح يلجأ عوضا عنها إلى ''قانون ''60-185 لإيصال شكاويه وتذمره إلى المسؤولين، في إشارة إلى العجلة المطاطية التي يعتمد عليها الكثيرون لقطع الطريق، بعد استنفاذهم لجميع طرق الحوار الحضارية والسلمية. وحذر المنسق الوطني لـ''الكناباست''، نوار العربي، في هذا الإطار، من غليان منخرطيه على مستوى جميع الولايات. وقال إن الوصاية لن تفلح في إخماد الاحتجاجات التي ستنتج عن هذا الانسداد ما لم تعجل في مواجهة مسبباته، مشيرا إلى أن عدم تدخل وزارة التربية لمعالجة مشكل انعدام الكفاءة لدى مصلحة الأجور عبر الوطن، يهدد استقرار القطاع، على غرار ما هو حاصل في ولاية البليدة، التي لازال أساتذتها في إضراب بسبب تأخر صرف رواتبهم لحد الآن. واستغرب محدثنا، رد فعل الوزارة التي ترفض التدخل تحت ضغط النقابات، لعدم فتح المجال أمام توسع المطالبة بتوقيف المسؤولين، وقال بأنه لا يمكن قبول هذا الرد، في حال تسجيل ''تجاوزات'' خطيرة لابد من الحد منها ''فمجلس أساتذة التعليم الثانوي والتقني طلب من الوزارة فصل موظفة متابعة قضائيا بتهمة الاختلاس، لازالت تزاول مهامها. وقال نوار العربي إن جلسة العمل التي جمعت ممثلي النقابات بمسؤولي وزارة التربية، نهاية الأسبوع، في إطار المفاوضات الخاصة بملف تسيير الخدمات الاجتماعية سمحت لنقابته بطرح هذا الانشغال، وكان رد الوصاية مفاجأ، يضيف، حيث تبين بأن الشكاوى المودعة على مستوى الإدارة لم تصل مصالح بن بوزيد، ما يؤكد وجود تواطؤ و''تقاعس'' داخل الإدارة نفسها، للتستر على ''تجاوزات'' عدد من المسؤولين، اكتسبوا بموجب ذلك حصانة تحميهم من العقاب والمحاسبة. وكانت ذات النقابة قد حذرت، في وقت سابق، من غليان كبير في ولاية البليدة بسبب تأخر في صرف رواتب مستخدمي القطاع، حيث اتهمت الإدارة بضرب شكاوى وتقارير مديرية التربية عرض الحائط.