عرف عدد الجزائريين الوافدين على الأراضي الليبية بغية الاطلاع على أحوال أبنائهم وعائلاتهم المقيمة هناك انخفاضا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تشهد دخول مئات العائلات الجزائرية يوميا، عبر المراكز الحدودية في كل من الدبداب وطارات وتين ألكوم بولاية إليزي، بحكم أنها ولاية واقعة على الحدود الجزائرية-الليبية.
وقد تراجعت حركة تنقل الأشخاص بين البلدين إلى الحد الأدنى بفعل الظروف الأمنية المتدهورة التي تعيشها ليبيا منذ أشهر، وكذا غياب وسائل النقل بالمناطق الحدودية الجزائرية.
يأتي هذا في الوقت الذي تلقت فيه مصالح الشرطة والجمارك بمراكز العبور الجزائرية، توجيهات واضحة تحث فيها عناصرها على ضرورة تقديم المساعدة للمواطنين الليبيين والجزائريين الراغبين في الدخول إلى الأراضي الليبية لمعرفة أخبار أبنائهم وعائلاتهم المقيمة هناك أو العكس.
في مقابل ذلك تلقت ذات المصالح تعليمات صارمة تقضي بضرورة إحكام المراقبة على الحدود، خشية إمكانية دخول بعض المسلحين الذين شاركوا في الحرب القائمة في ليبيا إلى الجزائر عبر المناطق الحدودية، والتصدي لأي محاولة لدخول أشخاص غير حاملين لوثائق تثبت هوياتهم، إلى التراب الجزائري، سواء تعلق الأمر بليبيين أو جنسيات أخرى، مخافة نتائج عكسية وسلبية على الوضع الداخلي للبلاد.
من جهة أخرى كشف العشرات من أهالي الجزائريين الذين يعيشون في ليبيا، وأغلبهم يتواجدون بالمناطق الجنوبية للجماهيرية، على غرار سبها وأوباري وغات وكذا غدامس القريبة من الدبداب الجزائرية، عن فقدان سكان المدن الليبية الواقعة على الشريط الحدودي مع الجزائر منذ اندلاع موجة الاحتجاجات التي اجتاحت المدن الليبية للمطالبة برحيل العقيد المقتول معمر القذافي، كل معاني الحياة الكريمة الآمنة والمستقرة، بعد تردي الأوضاع الاجتماعية للسكان الذين اجتمعت آراؤهم حول الخوف من المجهول، بسبب النقص الكبير المسجل فيما يحتاجون إليه في حياتهم اليومية من أغذية وأدوية وحتى أغطية، جراء نقص التموين والفقر، حيث أصبح المواطنون بهذه المناطق الحدودية يعيشون على الخبز والحليب بعد أن أجبرتهم الظروف الأمنية المتردية على ذلك.
وحسب الجزائريين الذين تحدثت إليهم ''الخبر''، فإن 7 سيارات كانت على متنها عائلات جزائرية غادرت الأسبوع الفارط عبر المركز الحدودي تين ألكوم بدائرة جانت، متجهة إلى ليبيا بغية الاطلاع على أحوال الأبناء المقيمين هناك، عادت في نفس اليوم من حيث أتت بسبب تدهور الوضع الأمني في بلد أصبح غير آمن بالكامل، وقالت هذه العائلات الجزائرية إنها تحترق شوقا لأبنائها وأقاربها، إلا أنها لا يمكنها دخول ليبيا بسبب انعدام وسائل النقل وكذا صعوبة التنقل وسط الطرق
والشوارع التي لم يتوقف فيها إطلاق الرصاص منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات المجلس الانتقالي والكتائب الأمنية التابعة للنظام السابق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : إليزي: كريم شنقيطي
المصدر : www.elkhabar.com