بدأ ت تداعيات تصويت البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي تلقي بظلالها، على الساحة السياسية البريطانية، حيث استعرت معارك على القيادة داخل حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض.وعزل جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض وزير خارجية حكومة الظل هيلاري يوم أمس، مما أدخل الحزب في صراع مفتوح بعد أن صوتت بريطانيا لصالح الخروج من المنظومة الأوروبية. وإثر عزل بين قدمت وزيرة الصحة في حكومة الظل العمالية هيدي ألكسندر استقالتها. ومن جهته أعلن جوناثان هيل المفوض البريطاني بالاتحاد الأوروبي استقالته من منصبه. وقال هيل في بيان له إنه” لا يمكن محو ما حدث ” بعدما صوتت بريطانيا لمغادرة الإتحاد الأوروبي”. وأضاف أنه ”لا يرى أن من الصحيح بالنسبة له أن يبقى في منصبه كمفوض الاتحاد الأوروبي للخدمات المالية بعد نتائج التصويت”. ويعد هيل حليف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وكان من المطالبين ببقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي”.وفي السياق، يتعرّض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لضغوط كبيرة لتسريع إجراءات خروج بلاده من الاتحاد الاوروبي في ظل تحذير مسؤولين بالاتحاد في بروكسل من أي مماطلة. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إنه يريد بدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فورا، وإنه لا داع للانتظار حتى أكتوبر المقبل وهو الموعد الذي قرر فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التنحي عن منصبه. وصرح يونكر لقناة ألمانية ”قرر البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي، لذلك لا فائدة من الانتظار حتى أكتوبر للتفاوض على بنود الانفصال”. وتابع قائلا ”أود أن نشرع فيها فورا”. وقال يونكر إن الاتحاد الأوروبي سيسلك ”نهجا معقولا” في التفاوض على الانفصال. ووصف رئيس المفوضية الأوروبية الوضع الحالي بأنه ”طلاق غير ودي”، مضيفا ”لم تكن علاقة الحب ناجحة بكل الأحوال”. وشدد يونكر على أن الاتحاد الأوروبي بدوله ال27 سيستمر بدون بريطانيا. وفي سياق متصل، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إنه ”ليس هناك أي حاجة لإجبار بريطانيا على التفاوض لتعجيل خروجها من الاتحاد الأوروبي”. وأضافت ميركل أنه ”يجب تفادي القسوة خلال المفاوضات بشأن خروج بريطانيا من دول الاتحاد”، مضيفاً أن ”ردع الدول الأخرى من مغادرة الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يكون أولوية للدول الأعضاء”. وفي تطور آخر، قالت رئيسة وزراء أسكتلندا نيكولا ستيرغن السبت إنه ”من المحتمل إجراء استفتاء جديد بشأن الاستقلال”. وكان العديد من الاسكتلنديين صوتوا لصالح البقاء في المملكة المتحدة في 2014 بسبب مخاوف من احتمال أن يؤدي الانفصال إلى جعل اسكتلندا تخرج من الاتحاد الأوروبي.ومن المنتظر أن يتوجه مسؤولون أمريكيون على رأسهم وزير الخارجية جون كيري اليوم إلى بروكسل ولندن، لبحث الأزمة الناجمة عن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويلتقي كيري ببروكسل برئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني، ثم يتوجه إلى لندن. ولم تخف واشنطن خيبة املها اثر تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد. وقال أحد أعضاء الوفد إن كيري سيركز على أهمية أن لا تنتقل عدوى بريكست لدول أوروبية أخرى، لما يمكن أن يؤدي إليه هذا من إضعاف الاتحاد.وتخشى الولايات المتحدة خصوصا عواقب بريكسيت على النمو العالمي، واهتزاز الأسواق المالية التي تراجعت بشدة يوم الجمعة في اوروبا. وصوّت البريطانيون يوم الخميس الماضي في استفتاء تاريخي لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، وأظهرت النتائج، بعد فرز جميع مراكز الاقتراع، أن نسبة مؤيدي الانفصال عن المنظومة الأوروبية بلغت 51.9 في المئة مقابل 48.1 في المئة حصل عليها مؤيدو البقاء. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حض البريطانيين على البقاء في الاتحاد قبل إجراء الاستفتاء بأسابيع. وتحدثت التقارير عن توقيع أكثر من مليون شخص في بريطانيا من معسكر البقاء، على عريضة تدعو إلى إجراء استفتاء آخر على عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي، بعدما أفضت نتيجة الاستفتاء الأول لصالح الخروج من الاتحاد. ويتعين على البرلمان مناقشة العريضة التي جمعت الحد الأدنى اللازم وهو 100 ألف توقيع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/06/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : و صويلح
المصدر : www.al-fadjr.com