أعلن مصدر فلسطيني أمس الثلاثاء، إن بريطانيا اقترحت على السلطة الفلسطينية استضافة مؤتمر دولي يبحث تفعيل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما توعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرد على اسرائيل في حالة تطبيقها للمشروع الاستيطاني في الضفة الشرقية.
وأوضحت مصادر إعلامية نقلا عن المصدر الفلسطيني، أن وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية ألن دانكن سلم الاقتراح المذكور أمس إلى نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما برام الله في الضفة الغربية. وذكر المصدر أن “الاقتراح البريطاني المدعوم أمريكيا يهدف الى تقديم دعم سياسي ومالي للسلطة الفلسطينية للتمهيد من أجل استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل”. وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني وعد بدراسة المقترح البريطاني والرد عليه رسميا. من جهته دعا المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني إلى مشاركة دولية في رعاية عملية السلام لضمان تحقيق نتائج إيجابية على الأرض. وحذر من أن الوقت “أصبح ضيقا للغاية” أمام تحقيق السلام وأنه “لابد من ممارسة ضغوط حقيقية على الحكومة الإسرائيلية لوقف سياساتها الاستيطانية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية”. وشدد على أن العودة إلى المفاوضات المباشرة “تتطلب تجميد الاستيطان الإسرائيلي بأشكاله كافة في الأراضي الفلسطينية وذلك من أجل أن تكون هناك مصداقية حقيقية لهذه المفاوضات”. وقال حماد إن استمرار الاستيطان الإسرائيلي “يجعل عملية الوصول إلى مبدأ حل الدولتين أمرا مستحيلا” وإن قرار الأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي برفع التمثيل الفلسطيني لديها “خطوة مهمة يجب أن تستكمل بتجسيد ذلك على أرض الواقع لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة”.
وكانت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية قررت عقب اجتماع لها في الدوحة يوم الأحد تشكيل وفد رسمي يتوجه إلى الأطراف الدولية الفاعلة لحثها على التدخل لاستئناف محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وتوقفت آخر محادثات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل مطلع أكتوبر من العام 2010 بعد أربعة أسابيع من إطلاقها برعاية أمريكية بسبب الخلاف على استمرار البناء الاستيطاني.
وفي نفس السياق توعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإثنين في أنقرة بأن الفلسطينيين سيردون إذا نفذت اسرائيل مشروعها القاضي ببناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية. وقال عباس أمام البرلمان التركي “إذا اصبح هذا الأمر حقيقة فسنرد بوسائل أخرى”، من دون أن يحدد ما قد تكون طبيعة مثل هذا الرد. واعتبر أن إعلان مشروع البناء الاستيطاني الإسرائيلي الذي أثار انتقادات دولية عدة، يهدف إلى “معاقبة” الفلسطينيين بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة الدولة المراقب غير العضو في المنظمة الدولية في 29 نوفمبر. وأدانت اسرائيل هذا التصويت لأنها تعتبر أن المبادرة الفلسطينية أمام الامم المحدة وتصويت الجمعية العامة يشكلان عقبة أمام تسوية تفاوضية للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وقال عباس أمام النواب الأتراك “نريد أن نعطي فرصة للسلام”. وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية “ما زلنا في البداية، ويبقى أمامنا طريق طويل نسلكه، لكننا نتقدم على الطريق الصحيح”. وقال أيضا “نحن على الطريق الصحيح الذي سيقودنا إلى دولة فلسطينية مستقلة تماما”. ورحبت تركيا بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبرته “خطوة مهمة”، وجدعت إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وكان مصدر في الرئاسة التركية أعلن الأربعاء أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور أنقرة لشكر لتركيا على موقفها المؤيد في الأمم المتحدة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com