يؤكد الخبراء والمراقبون الأوروبيون على ضرورة أن تقوم دول الساحل الجنوبي للقارة الأوروبية باتخاذ تدابير أكثـر احترازية من أجل تجنيب بلدانهم تسونامي هجرة غير شرعية مرتقب، يبدأ من حلول فصل الصيف القادم، مستغلا ظروف التغيير السياسي التي لا تزال تعيش تداعياتها دول الساحل الإفريقي الممتد من مصر إلى المغرب، وهو ما سيعزز من احتمال ارتفاع معدل أعداد المهاجرين من إفريقيا إلى أوروبا، ليسجل معدلات قياسية مع اقتراب فصل الصيف الذي يساعد طابعه المناخي على تحرك الزوارق الصغيرة دون مخاطر مواجهة تقلبات المناخ وهي الظروف التي ستسهل تسلل المهاجرين غير الشرعيين عبر حدودها البحرية نحو أوروبا، وما تعكسه الأعداد المتزايدة التي سجلتها جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، من توافد لمهاجرين تونسيين بعد سقوط بن علي، الأمر الذي دفع برئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني لتشكيل لجنة تقنية ثنائية مع تونس لمكافحة الظاهرة.وفي وقت قالت التقارير إن جزيرة "لامبيدوزا" استقبلت وحدها أزيد من 5 آلاف مهاجر غير شرعي، قدموا إليها خلال الشهور التي تلت سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، لا تزال أفواج المهاجرين غير الشرعيين تستمر في التدفق من مختلف الدول الإفريقية خاصة منهم الذين فروا من ليبيا بعد اندلاع الحرب هناك. حيث تجد من مناخ اللااستقرار هناك مساحة جيدة لاختراق الحدود البحرية الإقليمية.واضطر برلسكوني لإعلان تشكيله لجنة تقنية ثنائية لبحث مشكلة الهجرة التي احتدت في الفترة الأخيرة، إذ تشهد جزيرة لامبيدوزا في جنوب البلاد تدفقا منتظما للمهاجرين التونسيين. وقال برلسكوني إن "الملف الذي يطرح نفسه بشكل طارئ هو العدد المرتفع للشبان التونسيين الموجودين في إيطاليا ويريدون الهجرة إلى أوروبا". وأضاف أن "تدفق المهاجرين مستمر، وفي يوم واحد وصل 800 مهاجر تونسي، مشيرا إلى أن تلك الأرقام هي مؤشر على ضرورة تضافر جهود دول الشمال الإفريقي مع الجنوبية للتوصل إلى حل. وفي هذا السياق أكد برلسكوني الذي تعتبر دولته في صدارة الدول الأوروبية التي يتعين عليهم مواجهة الهجرة السرية لموقعها القريب والاستراتيجي من دول الشمال الإفريقي، أن الحكومة الإيطالية تريد أفضل الحلول نظرا لعلاقات الصداقة القوية بين البلدين. ويأتي إعلان تونس وإيطاليا، الثلاثاء الماضي، التوصل إلى اتفاق بشأن إجراءات للحد من عمليات الهجرة من خلال زيارة سريعة قام بها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إلى تونس، في وقت كانت الحكومة الإيطالية قد وعدت بمنح تصاريح إقامة لمدة ستة شهور فقط لنحو 20 ألف مهاجر موجودين بالفعل في إيطاليا، بينما سيتم ترحيل من سيصلون لاحقا.ويتخوف المراقبون من أن بقوم العقيد الليبي بشن حرب ضد أوروبا مستخدما سلاح الهجرة السرية، للضغط على أوروبا لتغيير مواقفها المؤيدة للمعارضة الليبية. وكان القذافي قد هدد دول الاتحاد الأوروبي بذلك إذا دعمت الحملة العسكرية ضده.ومن المتوقع أن يأمن القذافي الطريق للراغبين في الهجرة بطريقة سرية إلى أوروبا، خصوصا أن النزاع المسلح في ليبيا يمنحهم حق اللجوء، وإطالة الحرب تمنح القذافي الفرصة لتنفيذ مخططه في هذه السياق الذي تحدث عنه في وقت عندما هدد صراحة الدول الأوروبية من أنه سوف يرسل لهم المهاجرين السريين إذا استمرت في شن الحملات العسكرية ضده. محمد علال
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/04/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com