الجزائر

بركات.. أخرجوا من زماننا



اتفق مع أبو جرة سلطاني عندما يقول إن المجلس الحالي غير مؤهل لدراسة الإصلاحات السياسية. ولكن سلطاني قد لا يتفق معي في أن أجهزة أحزاب التحالف نفسها غير مؤهلة لدراسة الإصلاحات أو الحديث عن أي إصلاحات، وهي من يشكل أغلبية هذا المجلس ويشكل الحكومة وهم وزراء الرئيس ونواب السلطة. ولا معنى لأي تهرّب من المسؤولية أو البحث عن عذرية سياسية جديدة. المجلس الحالي هو أحد مظاهر الرداءة المقززة التي تؤكد ضرورة الإصلاح، ولا يمكن أن يكون أداة إصلاح. وهذا المجلس وحاله يعكس ما وصلته ''مؤسسات دولة السلطة'' من رداءة ومن فساد. إنه مجرد ''غاشي'' مستفيد من ريع المنصب، راتبا كان أو امتيازات قانونية وغير قانونية. لقد كانت ''مساهمتهم جبارة!'' في تعميم الفساد والرداءة، رداءة المجلس ورداءة الحياة السياسية وغيرها. عندما تتحرك la cacophonie بين الآفة الآن على حد تعبير (الصح آفة) (التي أتمنى عودتها يوما من أيام الحرية) وشركاءه في تحالف الرداءة، فذلك يعني أكثر أن ''مصارن السلطة تتخاصم''، أو يعني أن سيناريو بدأ تنفيذه لتأثيث الساحة السياسية وإخراجها من فراغها المهول.. كل هذا لغو غير مفيد، لأن الحقل السياسي قتلته هذه الأعشاب السامة، الأرض بور لا تنتج إلا مزيدا من الخواء ومزيدا من الرداءة. والله البلاد في حاجة لشوية مروءة وشوية أخلاق وشوية حشمة. هؤلاء ''حكموا'' لمدة طالت أكثـر من اللازم وكانوا فاشلين بل خلفوا كوارث على جميع المستويات، لقد توفر لهم ما لم يتوفر لغيرهم. أموال طائلة، هي موضوع نهب وليست موضوع استثمار وتنمية، وتوفر لهم أمن واستقرار صار ريعا تقتات منه السلطة بل وذريعة تبرر كل شيء بل ومبررا للشرعية. أنا لا أصدق ''صحة وجه'' هؤلاء، والله لو يستمرون في سكوتهم لكان أفضل، قد نقول إنهم ''حشمانين''. وعندما يتحركون أو يُحرّكون لا يتحركون إلا في موضوعات لا تهم الناس. بركات أخرجوا من زماننا.. الله يرحم والديكم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)