الجزائر

برد الشتاء وجمود الحكومة



برد الشتاء وجمود الحكومة
شتاء الجزائر هذا العام لم يكن كسابقيه في العقد الأخير، فشتاء هذا العام كان قاسيا من حيث المناخ، لكنه حارا اجتماعيا واقتصاديا..إلى درجة ان الحكومة كأداة للسلطة والمعارضة بأحزابها المتعددة دخلت مرحلة من الهرولة والركض العشوائي سرعان ما أوصلهما إلى مساحة البرد الشتوي وبالتالي إصابتهما بالجمود..الحكومة ضربت في الصميم لم تكن تتوقعهما، أولهما الانهيار الحر لأسعار النفط التي تخطت منحدر الخمسين دولار، فارتبكت وصارت قراراتها خبط عشواء…تقشف غير مضبوط.تضارب في التصريحات..إقرار مشاريع على شاكلة التقسيم الإداري الجديد الذي يتنافى مع سياسة التقشف لما يتطلبه من أموال…الضربة الثانية لم يكن يتوقعها النظام أيضا تتعلق باحتجاجات الجنوب ضد الغاز الصخري…فهاهو الشهر يمضي وسكان الجنوب يعتصمون في الساحات العمومية ولم تنفع أي ظن إجراءات الحكومة في إعادة الحياة إلى ما كانت عليه…المعارضة هي الأخرى لم تتمكن من جلب النظام إلى ساحة التفاوض رغم تكتلها وحديثها بصوت واحد لأول مرة منذ بداية التعددية…ومن هنا بقيت مبادرات المعارضة حبيسة جدرانها وترسمت القطيعة بينها وبين السلطة التي فشلت هي الأخرى حتى في طرح دستورها…وهنا بدا برد الشتاء يفعل فعلته فأصاب الجمود كل متحرك وأصبح وضع البلد متكلس…فهل سنجد أنفسنا في دفيء الربيع أم أن الجمود سيدفع بنا إلى مالا يحمد عقباه؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)