تستحضر مدينة برج منايل ظهر اليوم ذكرى ابنها الفنان الشيخ الحاج منور الذي سجل اسمه بحروف من ذهب في عالم ''الشعبي''، وتتضمن الوقفة التكريمية عدة نشاطات وعروض تبرز جميعها تراث الراحل الذي يأبى الاندثار.
يحتضن الفعالية المركز الثقافي لبلدية برج منايل ويدخل تنظيمها في إطار تثمين ما تحقق في ميادين الانتاج الفني والفكري في مختلف المناهل والفروع الثقافية والتعبير بالعرفان والتكريم لذويها.
التظاهرة هي أيضا فرصة يلتقي فيها الفنانون فيما بينهم ومع الجمهور، خاصة ذلك العاشق لأغنية الشعبي العريقة ويتم بهذه المناسبة اقامة معرض خاص بشيوخ الأغنية الشعبية مع التركيز على الحاج منور ثم يتبع افتتاحه (أي المعرض) بعرض شريط مصور يقدم روائع الراحل وعلى رأسها رائعة »الباتول« وكذا تقديم محاضرة تتناول مسيرة الحاج منور خلال وبعد حرب التحرير يقدمها الموسيقي المعروف مصطفى سحنون الذي كان من أنشط اعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير.
ولن يخلو النشاط من الطرب الاصيل من خلال حفل شعبي تنشطه كوكبة من الاسماء منها عبد القادر شرشام، سيد علي لقام، بوعلام بشاييس، محمد العمراوي ومحمد الراوي تليها إلقاءات شعرية يوقعها ياسين اوعابد، محفوظ فقير وعبد القادر حدوش.
تحضر هذه المناسبة العديد من الجمعيات الثقافية والوجوه الفنية والجمهور بصفة عامة المتشوق لمثل هذه التظاهرات الهادفة التي تعد مديرية الثقافة ببومرداس بتكثيفها ضمن برنامجها لسنة 2012 والتي ستكرم وجوها وشخصيات فنية وثقافية أخرى.
للتذكير فإن الراحل منور (كرار منور) من مواليد منطقة عين عسيلة بولاية بومرادس، توجه الراحل منذ صغره للعمل لإعالة اسرته الفقيرة لذلك لم تتح له هذه الظروف فرصة الدراسة، لكن الحياة عوضته ذلك عن بالذاكرة الفذة، كما يقول معاصروه مما جعله يخزّن في ذاكرته هذه المئات من القصائد بما فيها الطويلة ولم يكن ذلك الا من خلال الاستماع إليها دون قراءة او كتابة، وفي وقت قصير أصبح موسوعة متكاملة.
شجعه أخوه غير الشقيق على ولوج عالم الفن نظرا لقدراته الهائلة في الحفظ والغناء فتعلم العزف والموسيقى على يدي ألمع شيوخ ذلك الوقت كالشيخ مصطفى درويش وقويدر بن اسماعيل وخميسة الوناس والسعيدي وغيرهم.
تميز الراحل بصوته القوي المدوي فكان باستطاعته ان يسمع العشرات والمئات من الجمهور (دون مكرفون) وتمتد سهراته حتى الفجر من دون كلل وخطأ في أداء القصائد.
تعلق الحاج منور بآلة »الطار« كان يجيد الضرب عليها، إلى أن أصبح أستاذ تعليمها بدون منازع وقد لقبه الأستاذ أحمد لكحل بـ»أمير الطار«، علما أن لكحل هو أول من قدمه للإذاعة.
أحيا الحاج منور العديد من القصائد المخزنة في ذاكرته، كما نشط الكثير من الحفلات الى أن التقى مع الراحل محيي الدين بشطارزي الذي ضمه الى فرقته المسرحية في قسم أغنية الشعبي وجاب معه ارجاء الوطن مما زاد في شهرته.
سجل الحاج منور الكثير من الاسطوانات خلال فترة الخمسينيات مع شركة »باتي- ماركوني« منها اغنية »خموس عليك والسر علي« من كلمات الحاج العنقى.
رغم عصبيته وحذره الا أن الراحل منور كان معروفا بطيبة قلبه ومساعدته للآخرين ولباقته مع تلاميذه الذين كانوا يسألونه عن كل شيء مهم أو حتى تافه وكان يسعد لذلك ولا يتذمر من الاجابة.
أحيا مع الحاج محمد العنقى والحاج مريزق مهرجانات كبيرا لصالح الشيخ خليفة بلقاسم في 20 مارس 1954 في قاعة »ابن خلدون« وقدم أغنيتين هما: »ياطيب عارف دايا« والثانية رائعة »لالة الباتول«.
لاتزال أغانيه حاضرة الى يومنا من خلال التسجيلات خاصة المصورة منها »التلفزيونية« ولا تزال صورته الجميلة وقعدته الأصيلة وهو يتربع بلباسه العاصمي حاملا رفيق دربه الطار.
الحاج منور من مواليد 1913 وتوفي في 7 نوفمبر سنة 1971 بحي المدنية بالعاصمة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : مريم .ن
المصدر : www.el-massa.com