الجزائر

برج بوعريريج.. 5 محطّات لتصفية المياه المستعملة



تمتلك منطقة برج بوعريريج قواعد لوجيستية هامة في مجال تصفية المياه المستعملة وإعادة تدويرها، ما يؤهلها لأن تكون من الولايات الرائدة في استغلال هذا المورد لسقى المساحات الزراعية والفلاحية المحيطة، تتماشى مع التوجهات الجديدة التي تفرضها السلطات، لاسيما في ظل التغيرات المناخية التي يعرفها العالم، ومنها الجزائر التي تشهد تراجعا محسوسا في مخزون المياه بسبب تذبذب الأمطار، وعدم تساقطها في وقتها مقارنة مع عقود قد مضت.
تعد ولاية برج بوعريريج من الولايات الرائدة التي بدأت تستثمر حديثا في هذه التقنية من خلال امتلاكها لخمس محطات لتصفية المياه المستعملة، ينتظر منها أن تساهم بشكل كبير في إعادة استعمال المياه المصفاة، واستهداف مساحات زراعية أكبر مجاورة لهذه المحطات، خصوصا بعد رصد مبالغ مالية معتبرة لإعادة تهيئتها وتجهيزها بالمعدات التقنية الحديثة، تمهيدا لاستلامها ومباشرة عملية السقي باستعمال هذه التقنية، خلال الشهور القادمة، بعد الانتهاء من معظم الأشغال المتعلقة بأحواض التصفية الرئيسة، وكذا محطات قبل المعالجة، حسب مسؤولي قطاع الري والموارد المائية ببرج بوعريريج.
ويتعلق الأمر، بحسب مدير الموارد المائية ببرج بوعريريج، بإعادة استغلال محطة تصفية المياه المستعملة برج بوعريريج، التي تصب في الحوض الكبير الواقع بالمناطق المنخفضة لعاصمة ولاية البيبان، بالمحاذاة من الطريق الوطني رقم 46 الرابط بين بلديتي البرج والحمادية باعتباره موقعا استراتيجيا هاما، يقع في تجمع مصب نهائي لقنوات الصرف الصحي والتطهير للمنطقة، حيث يتطلب المشروع بحسب القائمين إعادة تأهيله من أجل وضعه حيز الاستغلال، إذ تتجاوز طاقة المعالجة فيها 150.000 متر مكعب يوميا، ما يسمح بالتكفل بالمياه المستعملة للساكنة بتعداد 150 ألف نسمة إلى 255 ألف نسمة، وتغطية مساحة محيطة للسقي الفلاحي تتجاوز 150 هكتار.
فيما يقتصر معدل التصفية اليومية حاليا بهذه المحطة على إنتاج وتصفية ما يعادل 9885 متر مكعب في اليوم من المياه المستعملة، تذهب دون استغلالها في السقي الفلاحي، حيث عرفت المحطة إعادة انطلاق من جديد، بعد سنوات من التوقيف بسبب قدم معداتها وتجهيزاتها المخصصة لتصفية المياه المستعملة، بالإضافة إلى تجميد المشروع خلال السنوات التي سبقت 2018 للحد من تبعات الأزمة الاقتصادية ليتم إعادة بعثه من جديد، ورفع التجميد من خلال تخصيص غلاف مالي تجاوز 30 مليار سنتيم، بعد الانتهاء من عمليات تجديد المعدات وعتاد التصفية، الذي عرفته المحطة القديمة نظرا للتراجع في كميات المياه المعالجة بفعل قدم المعدات والتجهيزات.
بالمقابل تعرف محطة تصفية المياه المستعملة، عين تاغروت الواقعة شرق ولاية برج بوعريريج، تقدما في أشغال الإنجاز بعد إعداد بطاقة تقنية بمبلغ 10 مليار سنتيم، مخصصة لمحيط سقى الأراضي الزراعية والفلاحية بمحيط محطة عين تاغروت، على مساحة زراعية تتجاوز 120 هكتار، حيث تقدر طاقة المعالجة فيها 60.000 متر مكعب يوميا، ما يسمح بالتكفل بالمياه المستعملة للساكنة بتعداد 37 ألف إلى 45 ألف نسمة حسب البطاقة التقنية، في حين تقدر الكمية المعالجة من المياه المستعملة حاليا 2830 متر مكعب في اليوم، تذهب جلها دون استغلال فلاحي بسبب عدم الانتهاء من مشروع تهيئة المساحة المحيطة للسقي الفلاحي والزراعي.
أما بالنسبة لمحطتي تصفية المياه المستعملة، في كل من بلديتي الحمادية وبئر عيسى، حيث تصل طاقة المعالجة في كل منهما على التوالي، حسب البطاقة التقنية للمشروع انجاز المحطتين، إلى 3000 متر مكعب في اليوم، و5000 متر مكعب في اليوم من المياه المستعملة، بالنسبة للمكافئ السكاني بما يعادل 32000 بمنطقة الحمادية 4500 بالنسبة لمنطقة بئر عيسى.
في حين تقدّر كمية التصفية الحالية من المياه المستعملة 4000 متر مكعب بالحمادية، و150 متر مكعب في اليوم بالنسبة لبئر عيسى، حيث لا تزال هذه المياه غير مستغلة، في انتظار إنجاز مشروع تهيئة المساحات الزراعية المحيطة والاستفادة من هذا المورد الهام.
أما بالنسبة لمحطة تصفية رأس الوادي، فقد بلغت بها الأشغال مراحل متقدمة تجاوزت 100 بالمائة، وتراهن السلطات على استلامها في غضون الشهور المقبلة، بعد الانتهاء من مشروع خطة الهندسة المدنية ومرحلة التجهيز، ليتم الانطلاق في التوريد والتركيب الخاصة بالمعدات التقنية المخصصة للمساحات الزراعية بالمحيط الفلاحي المجاور للمحطة، حيث بلغت تكلفة المشروع بحسب مسؤولي القطاع 17 مليار سنتيم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)