عجزت قيادات الأحزاب الصغيرة القديمة وحديثة الاعتماد في ضمان مكان لها في مبنى زيغود يوسف وأظهرت النتائج عجز رؤساء 17 حزبا انقطع بهم السبيل وهم في بداية رحلتهم السياسية... خابت طموحات محمد السعيد، رئيس حزب الحرية والعدالة، وخرج من الباب الضيق صفر اليدين ولم يرد اسم حزبه ضمن تلك التي أعلن عنها وزير الداخلية مساء الجمعة الماضي بالرغم من المكانة التي يحتلها في الساحة السياسية كاسم سبق له وأن خاض سباق الرئاسيات، وكان من بين المتنافسين الخمسة سنة 2009 على منصب الرجل الأول في البلاد. والوضع لا يختلف في بيت حزب جبهة العدالة والتنمية لصاحبه الشيخ جاب الله الذي تحصل على سبعة مقاعد فقط بعيدا تماما عن تصريحاته التي أطلقها في الحملة الانتخابية وراهن فيها على الفوز ومنافسة الكبار والعودة من الباب الواسع والمساهمة في تغيير الساحة السياسية في الجزائر·
وإذا كان هذا هو حال نجوم السياسة، فبقية الأحزاب الجديدة لم تراوح مكانها، فخالد بونجمة الذي ترشح مرتين للظفر بمقعد في البرلمان سنة 2007 في ولاية تيبازة وهذه السنة في العاصمة لم يحالفه الحظ شأنه في ذلك شأن وزير الفلاحة الأسبق نور الدين بحبوح الذي أسس حزب إتحاد القوى الديموقراطية الاجتماعية، وهو نفس مصير الطاهر بن بعيبش رئيس الفجر الجديد والأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وكذلك الحال بالنسبة لجمال بن عبد السلام رئيس حزب الجزائر الجديدة، كما نالت نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان المصير نفسه.
كما فشل محمد زروقي، رئيس حزب الجبهة الوطنية للحريات، في استمالة ناخبي ولاية وهران التي ينحدر منها، حيث أداروا ظهورهم له واختاروا الحزب العتيد، كما فشل كمال بن سالم قائد حزب التجديد الجزائري في المدية التي ينحدر منها، كما فشلت مراهنة هذه الأحزاب على الوجوه الرياضية والنجوم في إيجاد مكانة لها في قبة البرلمان، ولم تستطع الوفاء بالمراهنات التي أطلقتها بتحقيق أغلبية من التشريع وراحت ضحية اعتدال المشاركة وتشتت الأصوات وضعف الوسائل البشرية والمادية والنظام القانوني الذي يمنع الأحزاب التي لم تتحصل على خمسة بالمائة من التنافس على المقاعد. وفي تحليله للوضع، ذكر بدر الدين ميلي رئيس مركز أمل للبحوث والدراسات في اتصال مع االجزائر نيوزا أن نتائج التشريعيات وسقوط الأحزاب الجديدة ليس مفاجأة بل أمر كان متوقعا.
وعن مصير هذه الأحزاب أجاب المتحدث ذاته أن أمامها خيارين، أولاهما أن الطريق أمامها مستقبلا أو الأفول والعودة من حيث جاءت سواء من خلال ترك الساحة كليا أو الرجوع إلى بيت الطاعة بالنسبة للأحزاب التي ظهرت في إطار تفرعات عن الأحزاب الأم .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد الكريم لونيس
المصدر : www.djazairnews.info