الجزائر

بحث في فائدة أحرار العالم



لم تسمع الأصوات المنددة بالكم المطلوب في العالم المتحرّر، للمطالبة بإطلاق سراح جوليان أسانج، بعد اعتقاله في بريطانيا استجابة لتهم رفعتها ضده الدولة السويدية نيابة عن الولايات المتحدة.ويُسجل موقف الحكومة الأسترالية- بحروف من ذهب- في وقفتها الشجاعة وراء مواطنها بـ''مساندة قوية'' أمام محنته، حسب قول وزير خارجيتها.ووقع صحافيون ومثقفون استراليون لائحة مساندة لزميلهم، ثم التحق بهم الفيلسوف وعالم اللغويات الأمريكي نوام تشومسكي، الذي كتب نصا مثيرا للغاية، كشف فيه نوايا بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في إعدامه، مثلما فعلوا مع صدام حسين، موجها النداء لجميع أحرار العالم للوقوف كرجل واحد إلى جانب أسانج.وقرأنا كتابات تصنف تشومسكي في قائمة الفكاهي ديودوني الذي تتهمه الأوساط المثقفة الفرنسية بـ''العداء للسامية''، ناسين أن تشومسكي ينحدر من أصول يهودية. إذ لا تنطبق عليه قاعدة التصنيف العرقي أو الأديولوجي الذي يوظفونه في المناسبات الكبيرة والحاسمة كما يشاؤون.تلك هي بعض المقتطفات من الارتباك الذي ينتاب المجتمع الغربي في هذه اللحظة. وكانوا بالأمس، يقولون بصوت واحد، إن الدانماركي الذي نشر الصور المسيئة للرسول (ص) لا يمكن إدانته باسم حرية التعبير وحرية الصحافة. فباسم الحرية التي يؤمنون بها، نقول اليوم إننا مع أسانج. ومهما كانت درجة الإساءة التي تسبب فيها للأشخاص والمؤسسات الأمريكية، على وجه الخصوص، في نشر الوثائق السرية، نقف إلى جانبه. باسم المنطق والمبادئ والقيم التي يختفون وراءها، نقف معه لأنه فضح الأساليب البالية التي مازالت تسيّر العالم. ولو أنه لم يكشف عورة إسرائيل. وقد لا تنفع في شيء مادام هذا الكيان أصبح يجسد مصطلح الدولة المارقة.باسم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الرأي نرفض تلفيق التهم للرجل الذي تجرأ على كسر شوكة أمريكا التي توظف مجلس الأمن في المساندة العمياء للدولة المارقة، سواء كانت ''ظالمة أو مظلومة''.باسم أحرار هذا الكون نقول إن أسانج يمثل ضمير البشرية. فمهما كان دينه أو عرقه أو الدوافع التي جعلته يكشف خباياهم، فهو جدير بالاحترام لأنه لم يساوم في معتقدات الحرية. والمؤسف في الأمر تخاذل المثقفين الذين نسوا المبادئ السامية التي يؤمنون بها. فنوجه بدورنا نداء في فائدة أصحاب الضمائر الحية... في فائدة أحرار العام.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)