الجزائر

بالرغم من مرور العاصفة الثلجية



أنيسة.ب

المدارس تغلق أبوابها إلى إشعار آخر
لا تزال أزيد من 600 مؤسسة تربوية بولاية تيزي وزو موصدة الأبواب في وجه المدرسين و التلاميذ و هذا في مختلف الأطوار ، و لحد الآن لا يمكن تحديد توقيت العودة، كون الثلوج لا تزال تحاصر كل البنايات و الطرق البلدية، فحتى الطرق التي تم فتحها يصعب المشي فيها و بالخصوص للمشاة ، وتبقى مفتوحة فقط للسيارات الرباعية الدفع ، هذا واقع وقفت عليه الجزائر الجديدة في دائرة عين الحمام بتيزي وزو ،و لم يتوان الأولياء في إبداء تخوفهم من شبح سنة بيضاء و ضياع مستقبل أبنائهم و بالخصوص أنهم لا يمكنهم خوض الامتحانات و العودة لمقاعد الدراسة في الوقت الراهن ، و إن حدث ذلك فإن اللحاق بالمقرر سيكون من الصعب إن لم نقل من المستحيل ، و بالخصوص التلاميذ المقبلين على الامتحانات المصيرية .
غلاء الأسعار وندرة المواد الاستهلاكية ينهش ما خلفته الثلوج
يبدو أن لعنة الأسعار تلاحق المواطن في كل الظروف و المناسبات و بالخصوص هذه الفترة التي ارتفعت فيها أسعار المواد الاستهلاكية ، لتجعل المواطن على صفيح ساخن و مطرقة الأسعار تلاحقه كالقدر المحتوم ،فبينما يشتكي سكان المناطق التي لم تطلها الثلوج من الارتفاع الجنوني في الأسعار الذي انعكس سلبا على حياتهم و مجرياتها ، نجد الأناس المتضررون من العاصفة الثلجية التي حاصرتها و فرضت عليها السجن في حدود رسمتها بجبال بيضاء ، لم يجد حتى هذه المواد الغالية الثمن ، فلا تزال مختلف المواد الواسعة الاستهلاك بعيدة المنال للمواطنين الذين لا يزالون تحت رحمة الثلوج و الطبيعة التي قست هذه المرة و لم تكن بردا و سلاما.
البساط الأبيض يرسم معالم حياة سوداء في ظرف أسبوعين

من كان يظن أن البساط الأبيض الجميل الذي كان بمثابة البرنوس الذي تلبسه الطبيعة في كل شتاء ليرسم كل معالم الفرحة و البهجة في جو يغمره الأطفال و حتى الكبار باللعب و التقاط صور ، ما يجعله مناسبة للفرحة و محاباة الطبيعة في عز برودتها ، سيتحول إلى صورة سوداء تفننت الطبيعة في نسجها بالأبيض و لكن مخلفاتها بمثابة مخلفات الحروب ، فصور الحرمان تجسدت في كل المناطق ،فشردت العائلات و مات الناس من البرد و الحرمان ، كما تعرض الكثير منهم إلى كسور و حوادث نتيجة مواجهتهم و مجابهتهم لهذه الطبيعة ، التي يبدو أن الإنسان بالرغم من كل التقدم الذي وصل إليه بعيد كل البعد عن فهمها و حتى الوقوف ندا لها ،و ما حدث في الأيام القليلة الماضية لأكبر دليل على ذلك ،فصورة الحرمان و غياب معالم الحياة الطبيعية لغاية الآن لا يزال يصنع يوميات السكان الذين صارت أيامهم كلها متشابهة حتى أنهم صاروا يخافون من سقوط ذرة مطر ،ما جعل الكثيرين يصابون بأزمات نفسية ،و يبدو فعلا أن العودة للحياة العادية لا يزال بعيدا و بالخصوص في الوقت الراهن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)