باحثون يحاضرون في المكتبة الوطنية بالعاصمة ويؤكدون: المفكرون الأفارقة يواجهون صعوبات في التفتح والتألق ببلدانهم

أوضح مدير البحث في "منتدى إفريقيا" الكاميروني "برنار فونو-تشيغوا" أن الإغراء الذي يمارسه الغرب والصعوبات التي يواجهها المفكرون في إفريقيا يؤثران سلبا عليهم في التفتح والتألق ببلدانهم. وقال خلال الملتقى الدولي تحت عنوان "إفريقيا اليوم وفانون" الذي احتضنته المكتبة الوطنية بالعاصمة، إن "إغراء الغرب والصعوبات التي تعيق التفتح والتألق هما عاملان يؤثران سلبا على المفكرين في إفريقيا". وسجل أن "المفكرين بسبب الخوف لا يمكنهم أداء مهامهم وتقديم مساهمتم من أجل الصالح العام في المجتمع في حالة غياب حرية حقيقية ببلدانهم". وذكر المتدخل أن فكر "فرانتز فانون" يرتكز على أن "كل جيل ينبغي أن يعرف مهمته، وأن كل كفاح لا يكتمل معناه إلا إذا نهض برجل حر يتخذ مبادرات لنفسه وأشقائه"، مشيرا إلى أن "النظام السياسي يجب أن يتماشى مع الاستقرار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، وإلا لن يصدق أحدا الخطابات النظرية". ويرى هذا الباحث الكاميروني أن "السلطة السياسية في إفريقيا لا تقوم على النخبة على عكس الغرب، حيث يعد 90 بالمائة من المفكرين تربطهم علاقات عضوية مع القوى التي تسير البلد"، مضيفا أنه "إذا كان التطلع إلى الهجرة أصبح جماعيا على مستوى الشبيبة وإذا كانت النخبة تريد الهجرة لأنها تفتقد لثقافة إرادة البقاء في البلد إذن ستكون الشعوب دون راع".
من ناحية أخرى، يرى "هارتموت انسيلهانس"، وهو أستاذ ب"جامعة ليبزيغ" الألمانية، أن "التوترات الاجتماعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بسوء التسيير السياسي والاقتصادي"، ومن ثمة تصبح "النداءات الأخلاقية غير كافية تجاه أفراد المجتمع الذين يبحثون عن تحسين الظروف المعيشية الاجتماعية والاقتصادية". من جانبه، قال الأستاذ بقسم التاريخ في جامعة الجزائر ومدير مجلة "النقد" دحو جربال إن "العنف يبقى دائما دوريا في البلدان التي نالت استقلالها منذ سنوات"، موضحا أن "إيديولوجيا القهر والإرهاب تستعمل من قبل القوات الأجنبية ضد الدول والأمم التي تقاوم استراتيجيات السيطرة".