كشفت رداءة الأحوال الجوية التي مست مختلف بلديات ولاية سكيكدة، سيما تلك المتواجدة بالمناطق المعزولة بالجهة الغربية أوبالجهة الشرقية خلال الأيام الأخيرة، عن قلة المخزون الغذائي لدى سكان المناطق الجبلية والتجمعات السكنية الكبرى، أولدى البلديات التي فضحتها رداءة الأحوال الجوية وجعلتها خارج مجال التغطية.
وعكست تلك الظروف المناخية الاستثنائية ضعف عملية تموين المناطق الريفية بالوقود، سواء تعلق الأمر بقارورات البوتان التي فاق سعرها في السوق الموازية الـ900 دج أوالمازوت، ما يطرح أكثر من سؤال عن مصدر الخلل، كما أن العملية التضامنية غائبة، باستثناء النشاط العفوي الذي صنعه مواطنو تلك الجهات فيما بينهم، وتشكيل الولاية لخلية أزمة قصد متابعة تطورات الأوضاع، مع قيامها بمعية الجيش الشعبي الوطني والحماية المدنية بتقديم مساعدات غذائية وأغطية للمنكوبين.
وقد اشتكى المواطنون ممن اِلتقينا بهم بمنطقة الزيتونة، عن غياب الأفواج الكشفية والجمعيات الخيرية الكثيرة على الورق والغائبة عن الميدان، وكذا الأثرياء من أصحاب المال الذين اكتفى بعضهم بمعية بعض المنتخبين المحليين بأخذ الصور التذكارية، كما تأسفوا لغياب نواب البرلمان بالغرفتين، حيث يقطن الكثير منهم بقرية تيزغبان التابعة لبلدية أولاد أعطية، إلا أن لا أحد من هؤلاء زارهم من أجل تزويدهم بالمواد الأساسية.
وتساءل البعض عن حقيقة برامج التنمية الريفية، حيث لا يزال العديد منهم يقطنون بمساكن مصنوعة من الطين والديس والقصدير، فلا طرق معبدة ولا مساحات غابية مهيأة.
أما عن المرافق الأخرى كالمستوصف أومركز ثقافي، فهي منعدمة، بينما أثنى سكان منطقة أحجر مفروش التابعة لبلدية عين قشرة على قوات الجيش، بما في ذلك وحدات الدرك الوطني الذين بذلوا مجهودات معتبرة من أجل فك العزلة عن قراهم وتزويدهم بالمواد الغذائية، فيما ضمنت وحدات الدرك الوطني وصول شاحنات الغاز إلى قريتهم..
وبمنطقة أولاد أعطية بالمصيف القلي، أكد بعض المواطنين على مدى صعوبة الوضع الذي عايشوه طيلة الأيام الأخيرة من عزلة وغياب غاز البوتان.
تعد بلدية ''تازولت'' على نحو10 كلم شرق مدينة باتنة، من أشهر المناطق الأثرية التي تزخر بها الولاية، حيث لا تزال تعانق جبال الأوراس بمعالمها الأثرية التي تواجه غدر الزمان ويد الإنسان التي طالتها، وخطر زحف المباني التي شوهت صورتها، حيث تعمل السلطات المحلية، وتثمينا لهذا الإرث الحضاري، على المحافظة على المناطق الأثرية التي تشكل شطرا كبيرا من تراب المدينة.
خصصت بلدية باتنة برامج مختلفة لبعث التنمية بمنطقة ''تازولت''، وذلك خلال جلسات التقييم التي يشرف عليها دوريا والي الولاية، كما دعا رئيس بلدية تازولت السيد موسى فلاح، إلى ضرورة حماية المدينة من الإندثار والزوال ومواجهة خطر الفيضانات التي أصبحت تهددها، خاصة من الجهة الشرقية إلى غاية حي أولاد عوف.
وأمام إشكالية تنفيذ المخطط التوجيهي للتنمية والعمران في وجود هذه الآثار الرومانية، والتي تمت المصادقة عليه، كشف مسؤولو البلدية عن وجود 400 هكتار جلها تشكل مناطق أثرية، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على هذه المعالم بوصفها إرثا عالميا، والبحث عن جيوب عقارية أخرى لتجسيد برامج التنمية، مع الإسراع في تجسيد مشروع حماية المدينة من الفيضانات الذي يشكل أولوية، إلى جانب تحسين نوعية الخدمة الصحية وتحسين ظروف استقبال المرضى وتوجيههم نحو المرافق الصحية.
من جهتهم، يشتكي الشباب من نقص المرافق الرياضية، علما أن الملعب البلدي الوحيد الذي يستذكر فيه سكان المنطقة أمجاد فريق المدينة صلب لمباز(الصول)، لم يعد يواكب متطلبات لعبة كرة القدم.
وفي هذا الإطار، أوضح مدير الشبيبة والرياضة السيد عبد الرحمان إلطاش، أن مشكلة العقار بهذه المدينة الأثرية حالت دون تسجيل مشروع إنجاز ملعب معشوشب اصطناعيا بسعة 5400 مقعد، مضيفا أنه بالإمكان تجسيده حال تسوية لمشكلة العقار، وأن قطاعه استفاد من مشروع إنجاز مخيم للشباب
بـ'' تازولت'' بغلاف مالي يقدربـ 15 مليار سنتيم، إضافة لذلك، استفادت ''تازولت'' ضمن البرنامج الخماسي الجديد 2010 / 2014 من عدة عمليات لربط 300 عائلة بذراع ''عيسي'' و''الشناتيف'' 347 عائلة بـ''عيون العصافير'' و''مريال''، و150 عائلة بمرفق ''سيدي بلخير'' بشبكة الربط بالغاز الطبيعي، علما أن نسبة التغطية بالكهرباء بتازولت، بلغت 95 بالمائة و84 بالمائة غاز طبيعي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ع.بزاعي
المصدر : www.el-massa.com