الجزائر

انتهى مفعول المخدر؟!



انتهى مفعول المخدر؟!
هل انتبهت السلطة اليوم إلى الفشل الذريع الذي منيت به سياستها الترقيعية، وفهمت أن شراء السلم المدني لن يقود إلى الخير، وسرعان ما يؤدي إلى الانفجار؟ فالذي تعوّد على الكسب السهل ومن غير تعب، سيطالب بالمزيد، ولن يكتفي مهما أعطته السلطة مستجدية رضاه ظنا منها أنها تفادت شره!؟انتفاضة الشرطة التي استجابت الحكومة أمس إلى شقها الاجتماعي ووافقت على صرف المال من أجل إسكات هذه الجبهة التي فتحت في الوقت الخطأ، فتحت مثلما توقعنا الباب أمام أسلاك أخرى، وها هي الحماية المدنية تهدد هي الأخرى بالخروج إلى الشارع مطالبة أيضا بنصيبها في الريع، تحت غطاء التخلص من مديرها العام، أحد رجال الرئيس، وهم يدركون أن السلطة ستقبل بصرف الملايير على أن يتخلى الرئيس عن رجاله وأبناء منطقته الذين ضمنوا له الاستمرار في الحكم طوال هذه السنوات، وبالتالي ضمنوا مسبقا مكاسب مالية، ما دام للسلطة خزينة مليئة بما يكفي لإسكات كل الأصوات التي تعالت وتتعالى معجلة بالانفجار.منذ سنة كان الوزير الأول عبد المالك سلال يجوب الولايات وبحوزته حزم من الوعود والصكوك يوزعها على الولايات، ضمانا لتمرير عهدة رابعة، واعدا بالمزيد من الأموال والاستقرار، شرط ألا يخطئوا يوم الانتخابات.ومرت الانتخابات وفاز حصان سلال، لكن الاستقرار لم يأت. وها هي بوادر انفجار مدو تلوح في الأفق، ليس من المواطنين هذه المرة وإنما من داخل النظام، من أسلاكه التي يشرف عليها رجاله الأوفياء. وبعد مرور أقل من سنة على الانتخابات الرئاسية. فكيف ستمضي السلطة السنوات المتبقية من عهدة كل المتناقضات؟!لم تستقر غرداية التي وعد سلال أيام الحملة أن الرئيس لديه حل أزمتها وسيأتي إليها بعد الرئاسيات ويقيم إلى أن يجد الحل، وعادت الفوضى من جديد، ومن جديد سقطت الأرواح، ولم يتمكن سلال من الوفاء بما وعد، ففاقد الشيء لا يعطيه. فقد خذلته الظروف الصحية للرئيس على كسب رهان غرداية، حتى مشكل السكن الذي كان من الملفات الايجابية التي سيرتها السلطة طوال سنوات حكم بوتفليقة وتمكنت الآلاف من العائلات من الحصول على سكن محترم بعد يأس طويل، كان هو الآخر سبب للفوضى، فأمس فقط أغلق المقصون من برامج الرحلة نفق وادي أوشايح، وكل يوم تخرج أحياء بأكملها في موجة احتجاجات على طريقة التوزيع. فمن أصعب القضايا التي تواجهها السلطة قضية السكن التي مهما فعلت فهناك دائما غاضبون.ومع ذلك لم تغير الحكومة من تعاملها مع الشأن العام، وما زالت تعتقد بأنه ما دامت الخزينة مملوءة فلا خوف على النظام. فالنظام لم يعش ما عاشه هذه الأيام منذ الأزمة الأمنية، فحتى عند وقف المسار الانتخابي وإعلان حالة الطوارئ لم يطوق الدرك والحرس الجمهوري قصر المرادية، مثلما هو يفعل هذه الأيام، ويعطي صورة قاتمة عن الوضع، ما يعني أن الجزائر ليست بخير وأن مفعول المخدر انتهى؟!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)