انتخب الشعب الجزائري الرئيس هواري بومدين مرشح جبهة التحرير الوطني، للمنصب الأعلى للبلاد. وبمناسبة هذا الترشيح، ألقى الأخ محمد الشريف مساعدية، مسؤول قسم التوجيه والإعلام بالحزب كلمة هذا نصها: «لقد شاءت الأقدار أن نعيش هاته اللحظات من مسيرة ثورتنا المظفرة، وحياة أمتنا الحافلة بالأحداث المجيدة. إن الشعب الذي تمكن من تحقيق صورة من أروع صور الانبعاث والتحرر في العصر الحاضر، يعيش اليوم حدثا سيظل من أبرز الأحداث التاريخية في مسيرة جيل الفاتح نوفمبر 1954 الخالد، هذا الجيل من المناضلين الذين انتصروا على أنفسهم فانتصروا على المحتل، وتحملوا باستمرارية ثورية ضراوة الحرب وأعباء الاستقلال، فقد أرسوا قواعد بناء المجتمع الاشتراكي بفضل ما اتخذوه من إجراءات جذرية حاسمة، منبثقة من الرؤية الواضحة للأهداف المنشودة والتقدير السليم لظروف البلاد الموضوعية والإرادة السياسية الحازمة، التي كانت حصيلة التجربة السياسية الخصبة التي عاشتها طيلة حرب التحرير الوطني أو أثناء النضال من أجل التنمية الاقتصادية والتحولات الاجتماعية والثقافية. إن الدفاع عن مكاسب الثورة يقتضي وضع أسس ثابتة ومتينة للمؤسسات، التي لا تزول بزوال الرجال. وقد كان ذلك هو المنهج الذي سلك منذ التصحيح الثوري في 19 جوان 1965، منذ هذا التاريخ لا يمر يوم إلا وقد سُجّلت فيه انتصارات هامة سواء في الميدان الداخلي أو الخارجي، بفضل السياسة الرشيدة التي انتهجتها القيادة الثورية بقيادة أخينا هواري بومدين الذي يتمتع بإيمان قوي وحنكة فائقة، وتجربة معتبرة لمعايشة الثورة كأحد جنودها الطليعيين وقادتها البارزين، والتزامه بمبادئ وأهداف جبهة التحرير الوطني وإحساسه بمشاكل الجماهير الكادحة. وكيف لا ونحن قد سبرناه في أحلك مرحلة وأكثرها تعقيدا عرفها تطور الكفاح المسلح، وبعث نفسا جديدا من شأنه أن يقضي على عوامل التفرقة والتشتيت، التي أفرزتها ظروف الحرب وشراسة العدو. فوحد الجيش ومكنه من التكوين والتطور، الشيء الذي جعل منه ضمانة لوحدة المجاهدين، ودرعا واقيا وسدا منيعا ضد أطماع الطامعين. وبوجوده على رأس القيادة الثورية، استطاع أن يجعل من الثورة الجزائرية صوتا عاليا صادقا، ليعبر عن تطلعات شعوب العالم الثالث في التحرر من الاستعمار القديم والجديد... واعتبارا للمقاييس الثورية الواضحة والدقيقة، التي تضمنها الميثاق الوطني بالنسبة لتولي المسؤوليات العليا في الحزب والدولة. ونظرا إلى أن إنجاز الاختيارات الأساسية يتطلب قيادة ثورية صارمة في المبادئ وهادفة في الأسلوب، فإن حزب جبهة التحرير الوطني، وفاء منه لأبنائه الذين أخلصوا له، واستجابة للرغبة الملحة لمناضليه النابعة عن إرادة الشعب القوية، يختار مناضلا من مناضليه لما يتحلى به من التزام بالمبادئ وكفاءة في التسيير ونزاهة في الحياة، ليرشحه إلى الشعب الجزائري لرئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وليس أجدر من الذي برهن في الأوقات الحرجة والساعات الصعبة، على وفائه للثورة والشعب من المناضل: هواري بومدين.»
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/02/2022
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
المصدر : poste.dz