الجزائر

اليونان لطفي ''الحراق''... أفطر على سندويتش التونة والجبن



ترك لطفي بيته العائلي الدافئ بحي العناصر بالقبة، وجرى وراء حلم الهجرة، فشد رحاله إلى جنوب القارة الأوروبية ليستقر في اليونان، أين يقيم بطريقة غير شرعية. وهناك بخلاف أغلب الدول الأوروبية يبقى الإسلام وروح شهر الصيام آخر ما يمكن أن تجده تحت سفح جبال الأولمب.  يعترف لطفي، الذي يقيم باليونان منذ 18 شهرا، أن رمضان 2010 كان أسوأ ما عاشه في سنين عمره ,29 حيث أمضى أيام الشهر الفضيل في جزيرة كاريرا المجاورة لإيطاليا، تحت حرارة وصلت لحدود ,47 أملا في أن يحقق حلم حياته في الوصول إلى الشواطئ الإيطالية.
يقول لطفي اتصال هاتفي مع الخبر من أثينا: لا يمكنني أن أنسى الأيام الصعبة التي عشتها في رمضان السنة الماضية، لم يكن يذكرني بشهر الصيام إلا العطش الذي أنهكني في عز الصيف، وفي حرارة لا تطاق، وحيث كنت أمضي الليالي ورفاقي في الميناء نترقب سبيل بلوغ إيطاليا .
وبعيدا عن أحضان والدته، غابت السنة الماضية الشربة والبوراك والأطباق الجزائرية عن مائدة لطفي ورفاقه، فكانت سندويتشات التونة والجبن وجبته الرئيسية طيلة أيام الشهر الفضيل. ولو أن لطفي قد عاد أدراجه إلى أثينا بعد أن خاب أمله في الحرفة إلى إيطاليا، ليبحث عن منفذ آخر بعيدا عن جزيرة كاريرا ، إلا أنه متفائل بصوم شهر رمضان هذه السنة في ظروف أفضل، مردفا : في أثينا سيكون الوضع مختلفا عن السنة الماضية، فأنا ورفاقي نؤجر بيتا في قلب العاصمة، واتفقنا أن نتقاسم تحضير المائدة، فبيننا من يُجيد تحضير الشربة، والبوراك، وحتى المثوم واللحم لحلو، لنستحضر روح الشهر الفضيل التي افتقدناها منذ وصولنا إلى هذه البلاد .
ويضيف لطفي أن ما يزيد من شعورهم بالغربة في بلاد الحكمة وأرض أرسطو وأفلاطون، انعدام المساجد والعداوة الكبيرة التي يكنها اليونانيون للمسلمين، مواصلا: حتى وإن كان المغتربون يشتكون من العنصرية في أوروبا، فلا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال مع ما عنصرية اليونانيين، الذين يمقتون ما يمت للإسلام والعرب بصلة، ويشغلّون الجزائريين بأقل أجر في أوروبا، حيث يتقاضون 30 أورو في اليوم، مقابل جني الزيتون والعنب، فيما يتواجد عدد لا بأس به في السجون اليونانية بتهم جائرة ومحاكمات غير عادلة .
تركنا لطفي الذي يحصّل مصروفه من بيع الهواتف النقالة لعمله، وهو يمني نفسه ببلوغ الجهة الشمالية من أوروبا، وضمان الإقامة الشرعية، ليتمكن من زيارة عائلته ومعايشة حميمية الشهر الفضيل من جديد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)