أكد كل من المصور أحمد حفيان والمخرج التلفزيوني علي عيساوي، على أهمية الصورة سواء أكانت ثابتة أو متحركة في أرشفة المسرح الجزائري وتخزينه في الذاكرة الجماعية، وهذا إثر مشاركتهما أمس في اليوم الاول من ملتقى “المسرح.. خمسون سنة عبر الصور”، المنظم في إطار الاحتفال بمرور خمسين سنة على تأسيس المسرح الوطني الجزائري.
واعتبر المصور أحمد حفياد أن الصورة مهمة جدا في حفظ المسرح وتسجيله في الذاكرة. مشيرا الى تصويره أكثر من مائة مسرحية وفي مقدمتها مسرحيات عبد القادر علولة، صديقه الذي علمه الكثير في هذا المجال، علاوة على صديقه الآخر محمد خدة الذي نبهه الى مهمة الصورة في حفظ المسرحيات. وأضاف حفياد أن عمله كمصور صحفي مكنه من التقرب أكثر من الفنانين المسرحيين القديرين أمثال كلثوم وحسان الحساني وعبد القادر علولة، لتكون خاتمة عمله هذا إصدار كتاب سنة 2003 تحت عنوان: “نظرة حول المسرح الوطني الجزائري”. مطالبا في السياق، بأهمية مواصلة مساره في تصوير الأعمال المسرحية، وكذا بتنظيم معرض يضم صورا لأسماء مسرحية رحلت عن الحياة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث أن أسماء من الفن الرابع رحلت عن الوجود ولم تتلق في حياتها ولا حتى بعد وفاتها اعترافا بعملها، مثل عبد الحليم رايس وحمدي وغيرهم. بالمقابل، عرض مخرج الحصة التلفزيونية الخاصة بالمسرح “فضاءات المسرح”، علي عيساوي، لقطات من إعداد البرنامج الأسبوعي الذي كان يعرض في سنوات التسعينيات. وتم في العدد الخاص ل«فضاءات المسرح” تناول الفترة الذهبية للمسرح الجزائري في سنوات الستينيات، من خلال شهادات مسرحيين جزائريين من ممثلين ومخرجين ونقاد نوهوا بها وأطلقوا عليها تسمية “الفترة المجنونة” مثل عبد القادر علولة ويحيي بن مبروك، أما فيما يخص عدد الحصة الخاص بموضوع”التكوين” فجاء فيه ذكر الورشة الأولى للتكوين المسرحي التي أسسها مصطفى كاتب ومحمد بودية وهذا قبل تأسيس معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان. وتناول عيساوي بعض كواليس تصوير برنامجه: “فضاءات المسرح” الذي تم التطرق فيه الى 78 موضوعا، فقال انه ظل يتردد على يحيى بن مبروك لمدة خمسة أيام حتى أقنعه بإجراء حوار معه. مضيفا أنه وجده يبيع التمر وحينما بدأ في التصوير أصبح بن مبروك يبيع القهوة بعد ان تحصل على آلة عصر البن من طرف محامين تبرعوا بها، بالمقابل تحدث عن مشاركة يحيي بن مبروك وكلثوم في منطقة تيمقاد وهما مريضين بزكام حاد، فقال أن بن مبروك أخبره انه مثل في المسرحية ودرجة حرارة جسمه 42، أما كلثوم فكانت تمثل دورها وحينما ينتهي تستلقي في الفراش وتغطى ببطانية كثيفة، وهكذا الى ان انتهت اطوار المسرحية.
في إطار آخر، تحدث المدير الأسبق للمسرح الوطني، سعيد بن سلمة عن مسيرته الفنية، فقال انه بدأ ممثلا في المسرح الوطني الجزائري ليجد نفسه في الأخير مديرا بعد ان كان أيضا مساعدا لعبد القادر علولة، كما أفصح عن دور هذا الاخير في تحسين الظروف الاجتماعية للعاملين في المسرح الوطني، خاصة فيما يتعلق بالضمان الاجتماعي.
أما المدير الأسبق للمسرح الجهوي لقسنطينة، أحمد مرير، فتحدث ايضا عن مسيرته في عالم الفن الرابع التي انطلقت كهاو للمسرح فطالب في معهد الفنون الدرامية ومن ثم انتقل الى مسرح عنابة حيث اسس رفقة مسرحيين آخرين جمعية رجال المسرح الجزائريين، التي أوكلت لها مهمة تحسن الظروف الاجتماعية للمسرحيين، وكذا بناء جسر مع الجامعيين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة داريب
المصدر : www.el-massa.com