''جابو وبن موسى وغزالي من أحسن اللاعبين في الجزائر ''
يسير مدرب وفاق سطيف، ألان غيغر، بخطى ثابتة نحو إنجاز موسم استثنائي مع فريقه الذي عرف الكثير من التغيير وعاش هزات عديدة جعلته لا يقوى على مسايرة البطولة في مباريتها الأولى قبل أن يستنجد المسيرون بالمدرب غيغر الذي تمكن في ظرف وجيز من إعادة القاطرة إلى سكتها. وسجل الوفاق منذ مجيء التقني السويسري نتائج لم تكن في حسبان لا الإدارة ولا الأنصار ولا حتى اللاعبين أنفسهم. غيغر أفصح ل''الخبر'' في هذا الحوار عن فلسفته في التدريب وكذا تطلعاته لمواصلة العمل بالجزائر.
بعد مرور 13 جولة، الوفاق عاد إلى الواجهة ويحتل حاليا الريادة، ما تعليقك؟
هذه النتائج لم تأت صدفة، بل جاءت نتيجة لتظافر جهود الجميع من لاعبين، طاقم فني وإداري. فرغم البداية غير الموفقة، تحمّل اللاعبون بعدها مسؤولياتهم وضاعفوا من المجهودات وبالتنسيق مع نصائح الطاقم الفني تمكن الفريق من إحداث الوثبة البسيكولوجية، لنجد أنفسنا في المرتبة الأولى رفقة اتحاد العاصمة الذي كان يبعد عنا بفارق عشر نقاط كاملة.
معنى هذا، أن الوقت قد حان لإعادة النظر في أهداف الفريق هذا الموسم؟
لا ليس بعد، فعلينا أولا لعب ما تبقى من مرحلة الذهاب مباراة بمباراة. وفي هذا السياق، تحدثت مع رئيس الفريق واتفقنا على ضرورة عدم تحديد أهداف معينة قبل نهاية مرحلة الذهاب، والدخول في مرحلة التحضير للعودة. وبالتالي يجب علينا أولا الكفاح من أجل النقاط الثلاث لمباراة شباب قسنطينة، ونفس الشيء بالنسبة لمباراة اتحاد العاصمة. وبعدها سنهتم بمباراة الكأس ضد مولودية وهران، لأن القرعة لم تمنح فريقي هدية.. بعد كل هذه اللقاءات الماراطونية، سنستفيد من الراحة التي سنستغلها لإقامة تربص تحضيري بتونس لمدة عشرة أيام، وبعد تدعيم الفريق في مرحلة التحويلات الشتوية، يمكننا تحديد الأهداف المستقبلية. ولحد الساعة هناك فريقان أعلنا نيتهما في لعب ورقة البطولة وهما اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل.
هل تعتقد بأن هناك فرق أخرى يمكنها المنافسة على اللقب؟
أكيد هناك الكثير من الفرق يمكنها البروز خلال مرحلة العودة والمنافسة على اللقب، فأنتم تعلمون أن الفارق بين صاحب المقدمة وصاحب المرتبة السابعة هو ثلاث نقاط، وبالتالي فإن المنافسة ستكون شديدة على اللقب ولا شيء حسم لحد الساعة.
سبق لك وأن دربت الشبيبة القبائلية، هل لنا أن نعرف الفرق بين الوفاق والشبيبة؟
لا يوجد فارق خاص، باعتبار أن الفريقين من أكبر الأندية الجزائرية، من حيث الألقاب والتتويجات، والعمل معهما متشابه، حيث إننا نجد أنفسنا في اتصال دائم مع اللاعبين والحديث معهم من الناحية البسيكولوجية، وكذا العمل من الجانب التقني والتنظيمي، وربما يبقى بعض الاختلاف في طبيعة الأشخاص والعقليات، فمنطقة القبائل ليست كمنطقة الهضاب، وهناك مسافة فاصلة بنحو 300 كلم، وبالتالي تجد هذا النوع من الاختلاف، ولكن الأمور بصفة عامة تسير بشكل جيد في كلا الفريقين.
وماذا عن ظروف العمل بالجزائر بصفة عامة؟
إذا أردت المقارنة بين ظروف العمل في أوروبا وهنا في الجزائر، فأظن أنه لا ينبغي إجراء هذه المقارنة أصلا، لكن في وفاق سطيف نملك ملعبا جميلا به غرف تغيير ملابس نظيفة، وعتاد متوفر وباختصار، كل ما تحتاج إليه للعمل تجده وهو شيء مهم. ويبقى الأهم هو ما يجب عمله مع اللاعب الجزائري الذي عليه أن يتقبل مسألة بذل المزيد من الجهد، وأن يأخذ الأمور بنظرة جديدة، كما يجب إحاطته برعاية خاصة وسماع مشاكله والمساهمة في حل بعضها، خاصة تلك التي تقع خارج الملعب، وأنا أتكلم عن المشاكل الخاصة والعائلية، وهي أمور تساعد على التألق وإعادة مجد الكرة الجزائرية.
ما ذا ينقص اللاعب الجزائري كي يكون محترفا بالمعنى الحقيقي للكلمة؟
لا ينقصه أي شيء، يجب فقط منحه الفرصة للتألق والإفصاح عن مؤهلاته، فمثلا انظر الآن إلى جابو وبن موسى وغزالي.. لقد وجد هذا الثلاثي في بداية الموسم بعض الصعوبات، وهم الآن من أحسن اللاعبين الجزائريين، وكما قلت لكم هناك الجانب الذهني للاعب الجزائري، إذ يجب الحديث والتواصل دوما معه، وهذه مهمتنا كمدربين، فعمل المدرب يجب أن لا يتوقف فقط في التدريبات التقنية والبدنية، إذ يجب مساعدة اللاعبين في حل مشاكلهم خارج التدريبات وهذا ما في الأمر.
لو يقترح عليك تدريب أحد المنتخبات الوطنية المحلي أو الأولمبي فهل ستقبل بالمهمة؟
''يبتسم''.. أولا أنا جد سعيد لأن الوسط الرياضي كافة يتكلم عن العمل الذي أقوم به مع الوفاق الذي وجدته في ذيل الترتيب، وفي وضع صعب، وهو الآن في المقدمة، ومع ذلك فأنا أضع قدميّ على الأرض.. في الوقت الحالي أنا مرتاح في وفاق سطيف ولدينا مهمة عليّ إتمامها. صحيح أن حلم كل مدرب هو الإشراف على العارضة الفنية لأي منتخب، لكن كما قلت لك سابقا أنا مركز الآن على عملي مع الوفاق، وأريد أن أترك بصماتي مع هذا الفريق.
ما رأيك في المنتخب الوطني الحالي والعمل الذي يقوم به حاليلوزيتش؟
أظن أن المدرب حاليلوزيتش جاء بالكثير للمنتخب الوطني بحيث أصبح اللاعبون يجدون متعة في اللعب، مع الاندفاع البدني، لكن يجب تركه يعمل في هدوء فهو يريد إعادة تنظيم هذا المنتخب، وبعثه من جديد وهي مهمة ليست سهلة، وأظن أنه يدير على عمله بشكل جيد ويملك الكثير من الخبرة، وأظن أن الجزائر تملك طاقات شبانية كثيرة سواء هنا أو بأوروبا ويمكنهم أن يصنعوا المستقبل لهذا البلد.
هناك كلام كثير أثير ويثار حول اللاعب المحلي واللاعب المحترف الناشط بأوروبا، ما رأيك في الموضوع؟
نفس الشيء الذي نعيشه نحن في أوروبا بين اللاعبين الشبان واللاعبين الكبار في السن، ونفس النقاشات تطرح، لكن الحقيقة أن هناك لاعب جيد وهناك لاعب سيء، ونفس الشيء بالنسبة للاعب المحلي واللاعب المحترف، وبالتالي لا مجال لمحاولة خلق هوة بين هذين الصنفين من اللاعبين، والبطولة الجزائرية تملك لاعبين ممتازين، وأنا لما كنت في شبيبة القبائل كان هناك أربعة لاعبين دوليين، وقد تنقل عودية للعب في مصر ويحي الشريف للعب بفرنسا، وهناك لاعبين من فرق أخرى تنقلوا إلى أوروبا مثل بدبودة وسوداني، وبالتالي يجب أن لا نستصغر اللاعب المحلي، ونترك الاختيار فقط بين الأحسن والأسوأ.
كلمة أخيرة؟
يجب علينا مواصلة العمل الذي بدأناه مع الوفاق بكل جد، والبقاء على نفس نهج النتائج الإيجابية، وعلينا بالمزيد من التركيز، فلدينا جمهور عريض ورائع ساندنا كثيرا وساعدنا على الحصول على هذه النتائج، وبالتالي علينا بدورنا أن نقدم له أحسن العروض الكروية ويجب احترام هذا الجمهور.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/12/2011
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : زهير شارف
المصدر : www.elkhabar.com