يتواصل الموسم الثقافي للولي الصالح سيدي امحمد بن عودة جنوب ولاية غليزان الذي انطلق مساء أمس ، و يعد من أكبر المواسم الثقافية التي تشدّ إليها الرحال بالضاحية الجنوبية في جو يملأه أهازيج الاحتفالات واستعراضات بهيجة لفرق الخيالة ، ووسط طلقات البارود للفرسان التي تعكس عراقة هذا الموروث الثقافي و أصالة التقاليد الشعبية الجزائرية وعروض مميزة صنعت الفرجة أمام جمهور غفير في وعدة سنوية تستقطب آلاف الزوار الوافدين من مختلف أنحاء الوطن في حضور والي الولاية .
و في إطار هذه التظاهرة الثقافية التراثية التي تتواصل إلى غاية يوم غد والتي دأب سكان المنطقة و مناطق ولايات مجاورة على احيائها في مثل هذا الوقت من السنة الذي يمثل بداية كل فصل خريف ، احتضنت سيدي امحمد بن عودة عروض الفنتازيا ، بمشاركة نحو 1000 فارس من مختلف ولايات الوطن . وقد أقيمت حلقات الذكر و الدروس الدينية عند ضريح الولي الصالح بالبلدية التي تحمل نفس الإسم ، بالإضافة إلى حلقات الشعر الملحون وعزف ايقاعات بدوية ، و قدمت موائد الإكرام من الكسكسي في جو تضامني أعطى صورة من التلاحم و التآزر.
وكما شهد هذا التقليد السنوي الذي يحتفي به سكان غليزان منذ قرون، إقامة معرض للمنتوجات الحرفية التقليدية التي تشتهر بها الجهة بمشاركة عشرات العارضين بمبادرة من المديرية الولائية للسياحة وكذا غرفة الصناعة التقليدية و الحرف وكان للنشاط التجاري موعدا في هذه التظاهرة السنوية.
وهي الوعدة التي تتنافس فيها أعراش فليتة البالغ عددهم 25 عرشا حسب شيوخ وأعيان و أحفاد وسكان هذه البلدة ، حيث يخيطون الخيمة التي اشتهر بها أحفاد الولي الصالح سيدي امحمد بن عودة و التي تتشكل من قطع القماش المنسوج من الوبر الخام و تمثل كل قطعة عرشا من عروش فليتة ، وتتم في أجواء احتفالية تميزها طلقات البارود و الغناء و زغاريد النسوة و أصوات ضرب العصي . وتتم في مشاهد نقل ونصب فروع هذه الأعراش هذه الخيمة على مدار 3 أيام ليتوافد عليها باقي القبائل من الضيوف ، إذ تتم وفق مخطط كل عرش من عروشها و تزين القبة التي تغطي الضريح ليتسابق الأحفاد في هذه المناسبة على ركوب أحسن خيل عن كل عرش قبل استعراض الفروسية لاحياء هذه التظاهرة التقليدية التي تبرز أصالة تراث المنطقة المحلي ، وتقام حولها خيم تجمع أهالي المنطقة للاستمتاع بعروض الفروسية والخيالة واطعام الزوار بالكسكسي (الطعام).
ويولي سكان الجهة ، أهمية خاصة لعروض "الفنتازيا" أو ما تسمى ب "العلفة" التي تقام موازاة و المناسبة التي لا يعقد موعدها إلا بعد احياء وعدات أعراش قبيلة فليتة كوعدة الرحوية بتيارت و سيدي يحي و سيدي لزرق و سيدي سعادة . ولد سيدي امحمد في القرن الـ 16 ميلادي سنة 972 هجرية في منطقة " وادي مينا " بغليزان و توفي سنة 1034 هجرية ، و سمي " بن عودة " نسبة إلى مربيته المتصوفة "عودة " و هي ابنة "سيدي أمحمد بن علي المجاجي ".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/10/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ليندة بلجيلالي
المصدر : www.eldjoumhouria.dz