انتقدت النقابة الوطنية لعمال التربية عدم تطبيق الوزارة الوصية الوضعية الإدماجية في امتحانات شهادة البكالوريا، رغم مرور 10 سنوات على تطبيق إصلاحات المنظومة التربوية، والتي وضعتها النقابة تحت المجهر بحكم عدم تجرؤ الوزارة الوصية على إلغائها أو تطبيقها وفرضها على التلاميذ الذين أضحت الوصاية تخاف من احتجاجاتهم.
وقال الأمين الوطني المكلف بتنظيم والتنسيق، يحياوي قويدر، ”إن قرار عدم تطبيق الوضعية الإدماجية في امتحانات شهادة البكالوريا أمر تعتبره النقابة الوطنية لعمال التربية غير طبيعي، في ظل استمرار وزارة التربية الوطنية والحكومة في شراء السلم الاجتماعي، وتفادي غضب التلاميذ على حساب إصلاحات المنظومة التربوية”.
وأضاف المتحدث في تصريحات ل”الفجر” أنه ”لا يزال العمل على تأجيل تطبيق نظام المقاربة بالكفاءات منذ إعلان وزارة التربية تجميده المؤقت سنة 2008 تحت ضغط احتلال التلاميذ للشوارع، ما يطرح الكثير من التساؤلات الجدية”، على حد قوله، لذلك تطالب النقابة الوطنية لعمال التربية الوزارة الوصية ب”التحلي بالشجاعة من خلال إعلان الشروع في تجسيد هذا النظام الذي جاءت به الإصلاحات التي شهدتها المنظومة التربوية، أو في حالة العكس إلغائه بصفة نهائية”.
و قال المتحدث ذاته إن ”الإصلاح التربوي قضية مجتمع، ومن ثمّة يجب اتخاذ قرار سياسي جريء من أعلى هرم في السلطة لرفع المستوى في القطاع التربوي، وتجسيد الأهداف التي سطرها القائمون على التعديلات التي طرأت على البرنامج قبل الإصلاح، لأنه من غير المعقول أن نُواصل تجميد هذا النظام لخمسة مواسم دراسية متتالية مخافة اندلاع احتجاجات المتمدرسين، مُتغاضين في الوقت ذاته عن التبعات التي قد تنجر عن هذا التجميد، باعتبار أن هذا النظام إذا كان غير مجد، فيجب أن نقولها بصراحة، وإذا كان مُهمّا وفعّالا فيجب استعمال كل الوسائل لتنفيذه بغض النظر عن أي اعتبار جانبي، وكل هذا خدمة للمدرسة العمومية الجزائرية”.
وحسب النقابة الوطنية لعمال التربية، فإن ”هذا النظام التدريسي المحدد بالمقاربة بالكفاءات منذ إعلان تطبيقه فشل فشلا تاما، كونه لم يُترجم على أرض الواقع في أي امتحان من امتحانات البكالوريا على مدار السنوات الخمس الأخيرة، بسبب عدم تطبيق الوضعية الإدماجية في هذا الامتحان المصيري في حياة التلميذ الجزائري، كما أن نظام العتبة الذي تلجأ إليه الوصاية لتحديد الدروس ساهم في تكسير المقاربة بالكفاءات”.
وأمام هذا الإشكال، تطالب النقابة الوطنية لعمال التربية ”الاسنتيو” بضرورة إعادة النظر جذريا في هذا النظام عن طريق فتح حوار جاد وصريح بين جميع الشركاء الاجتماعيين، بما في ذلك التلاميذ وأولياؤهم للوصول إلى الوضعية الإدماجية والتطرق إلى البرامج ومحتوياتها، ولأنه ”من غير المنصف أن ننتقد نظام المقاربة بالكفاءات لأن هذا الأخير لم يطبق أصلا حتى نحكم عليه”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com