الجزائر

"الوباء يلهب بوصة الكباش قبل عيد الأضحى"




أعاب أمس الناطق الرسمي للإتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار تأخر وزارة الفلاحة في اتخاذ إجراءات وقاية ضد وباء الحمى القلاعية، مقللا من أهمية سعي مصالح الوزير نوري اقتناء 9 آلاف لقاح بعدما "وقع الفأس في الرأس".تحوّلت الندوة الصحفية التي عقدها الطاهر بولنوار أمس بمقر الإتحاد بالعاصمة إلى محاكمة لمصالح وزارة الفلاحة، وانتقد المتحدث تأخر الحكومة في التحرك للتصدي للوباء منذ عند انتشاره في تونس، قائلا "كان من المفروض وضع برنامج وقائي قبل حدوث المرض وليس بعد أن مس الوباء 20 ولاية". ولم يستبعد المتحدث تأثير هذا الأخير – الحمى القلاعية – على البقر الحلوب وانخفاض نسبة إنتاج الحليب الطازج، داعيا الحكومة إلى التخلي على سياسة الاستيراد لأنّ الأمر سيضعف من همة الفلاحين في تربية الأبقار ويتسبب في خسارتهم بدل تشجيعهم على بعث نشاطهم تربية الأبقار وخاصة الحلوب منها.كما حذر الطاهر بولنوار من التهاب أسعار الأغنام في عيد الأضحى بسبب تخلي الموالين، والمواطنين على وجه الخصوص عن شراء الأبقار، والتوجه إلى اقتناء الأغنام، تخوفا من انتشار الحمى القلاعية، والتي عرفت انتشار رهيبا مس 20 ولاية إلى حد الآن، قائلا "أنّ عدد الخسائر التي نشرتها دراسة غير رسمية، قدر ب 100 مليون دج"، فيما استنكر غياب أرقام رسمية عن وزارة الفلاحة عن عدد الأبقار التي نفقت بسبب الوباء، فيما أكد المتحدث بأنّ الجزائر تحوز على مليوني رأس بقر، معتبرا أي نفوق ما بين 10 أو1000 رأس بقر هو نقص في العرض من شأنه التأثير على الأسعار.من جهته قال ممثل اللجنة الوطنية للحوم ورئيس جمعية تجار الجملة للحوم بالرويسو محمد الطاهر رمرم بأنّ الندوة جاءت لتركز على الجانب التجاري لانتشار الحمى القلاعية التي تمس إلى حد اليوم 20 ولاية وتعرف انتشارا اكبر في 6 أو7 ولايات من الوطن، متهما في ذات الوقت وزير الفلاحة عبد الوهاب نوري وكذا الغرف الفلاحية والموالين أنفسهم بالتلاعب بالثروة الحيوانية، مشيرا إلى أنّ خسارة الفلاح والمربي كبيرة جدا وتعويضه بثمن البقرة المصابة لا يكفي حيث أنّه لن يستطيع تعويضها بسهولة.واعتبر أنّ خطر وباء الحمى القلاعية الذي ظهر في الجزائر أكبر من مجرد أرقام عن الخسائر في عدد رؤوس الأبقار مؤكدا أنّ هذا الوباء يمكنه أن يقضي على الثروة الحيوانية للجزائر في وقت قصير جدا قائلا "أنّ مصيبة وباء الحمى القلاعية اكبر من الحديث عن أسعار اللحوم وأضاحي العيد الذي لا يفصلنا عنه سوى شهرين، فعلى السلطات المعنية الوقوف على حجم المشكل والعمل على القضاء عليه بسرعة لأنّ عكس ذلك نتائجه وخيمة على الاقتصاد الجزائري"... سعر لحوم البقر بدأ في الانخفاض إلى النصف في الولايات الشرقيةوعن الأسعار، قال رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء، إنّ سعر لحوم البقر بدأ في الانخفاض إلى النصف في الولايات الشرقية للوطن، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 400 دينار في المذبح ببرج بوعريريج، بعدما كان 800 دينار قبيل ظهور المرض، مشيرا إلى أنّ تخوف الموالين من إصابة ماشيتهم أدى بهم إلى توجيهها للذبح، وبالتالي عددها سيتناقص في ظرف قصير، وإن حدث وإن تم القضاء على المرض، فإنّ الأسعار ستصعد إلى مستويات قياسية نظرا لنقص العرض بعد نفاذ رؤوس الأبقار، موضحا أنّ ذلك سينعكس بشكل مباشر على أسعار لحوم الماشية وأضاحي العيد، ودائما في فرضية التحكم في المرض والقضاء عليه، قال "إن نقص لحوم الأبقار المعروضة قبيل العيد سيرفع بورصة الكباش إلى مستويات قياسية"، مضيفا أنّه في حالة بقاء الوضع على حاله وازدياد انتشار المرض ولم يتم القضاء عليه، قال رمرام "إن سعر لحم البقر ونظرا للتخوف من الإصابة من طرف المربين الذين سيفضلون بيع قطيعهم أو ذبحه بالخسارة على أن يتم رميه"، كما أعلن في ذات الوقت عن قرار وزارة الفلاحة بتعويض 80 بالمائة من سعر البقرة الواحدة للفلاحين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)