الجزائر

الهويات القاتلة؟!



الهويات القاتلة؟!
ما تتلقاه الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ أسابيع في شكل سيل من الفتاوى الفقهية لعلماء يدحضون ما تقوم به من إجرام، يعتبر إفراغا ممركزا لها من كل سند شرعي أو ديني
*
تتستر خلفه للإبقاء على السلاح منهجا والعنف مسلكا في التغيير أو التعبير، كما أن هذه المراجعات القادمة لنا من علماء أجلاء في الخارج، ما كان لها أن تنجح لولا دعم علماء الداخل من حرّاس الدين والأخلاق؟!
*
الجماعة السلفية للدعوة والقتال، المرتدية ثوب القاعدة، وفقا لحسابات سياسية غامضة، تظهر اليوم عارية تماما في مواجهة الفتاوى المانعة والمحرّمة الخروج عن الحاكم، أو استهداف الدولة والشعب، كما أن أميرها الوطني، أو من يصف نفسه بالأمير، لا يبدو فقط بعيدا عن الدين، ولكنه بعيد أيضا عن فهم متغيرات الراهن السياسي والاجتماعي، وكأنه تحول من أمير ديني مزعوم إلى مجرد أمير عند ميكيافيلي، حيث الغاية تبرر الوسيلة، وحيث البقاء حيا يبرّر قتل الآخرين، كما أنّ الزعامة تبرر تجنيد الأطفال والانتحاريين؟!
*
أيّ معنى ديني بقي لهؤلاء الكاميكاز، غامضو الأهداف وأصحاب الهويات القاتلة؟! لماذا غاب سندهم الفقهي فجأة، وهم الذين كانوا يدّعون القتل باسم الدين قبل أن يظهر نفاقهم الفقهي وبهتانهم البارز في تحويل الباطل إلى حق؟! لماذا في الوقت الذي تجنّد خير علماء الأمة فيه لدعوة الشباب المغرر بهم إلى الهداية، تخرج علينا جماعة المدعو درودكال بطلب الإفراج عن أبو قتادة، منظر فتوى قتل الأطفال في الجزائر؟! هل هؤلاء هم العلماء الذين يحتمون بهم؟!
*
المراجعات الدينية لها دور بارز في تحصين البلاد والعباد من شهوات التكفير وانحراف التفكير واستعجال التدمير، كما أنها تحصن التائبين وتُتوِّب المغرّرين، وهي لذلك تحتاج إلى جرعة أوكسجين كبيرة للتنفس بحرية، بعيدا عن أي حسابات لهذا الطرف أو ذاك، فهي منذ البدء كانت حرب العلماء، وما ضاعت البلاد وغرقت في المحنة إلا بعد ما تسلم مقاليد الحرب غيرهم، فغنموا منها مغانم زائلة ومغارم لا تزول؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)