هكذا تحافظ عليه قدوةً بالرسول الكريم
الهديْ النبوي في الطعام
أوجز النبي صلى الله عليه وسلم في وضع بروتوكول الطعام ليحافظ على شكلك ووقارك إذا صادفت وأكلت مع غيرك حينما قال صلى الله عليه وسلم ناصحا أحد الصحابة فيما ورد عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام سمِّ اللهَ وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك
في هذا الحديث النبوي الشريف نستلهم الأصول الحقيقية لآداب الطعام والكلام وهي قضايا تربوية دعا إليها الإسلام بشكل صحيح في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة ولكن رغم ذلك نعترف بأنّ نسبة كبيرة من الناس يجهلون ذلك الأتيكيت بسياقاته الصحيحة.
صحيح نحن نشرب ونأكل ونحضر حفلات الولائم عندما توجه لنا الدعوات وحقاً أنّ كلّ واحد منا عندما تقام على شرفه دعوة ضيافة فإنّه يحاول أن يلجأ إلى الأتيكيت بحيث تكون لحظات تقديم الطعام أمامه هي لحظات ليست سهلة وعندما تقدم له الأطباق العديدة خاصة غير المألوفة فإنّه لا يتجرأ أن يمدّ يده إليها ويراقب مضيفه كيف يتعامل حتى يتخذ نفس الخطوة في تناول الطعام من هذا الطبق.
لكن هذه قضية تحتاج إلى ثقافة واسعة والتزام بما جاء في السنة النبوية للتخلص من كابوسها المرعب على الجميع نتيجة تأفف أحدنا من الأخر.
*كيف كان وقار النبي في الطعام؟
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه وكان أكثر شربه قاعداً بل زجر عن الشرب قائماً وشرب مرة قائماً فقيل هذا نسخ لنهيه وقيل: بل فعله لبيان جواز الأمرين والأصح من هذا أنه شرب قائماً ماء زمزم في الحج لشدة الازدحام لو أمر أن يشرب المرء قاعداً لهلك الناس فهناك حالة استثنائية لسبب واضح هو أنه في الازدحام شرب قائماً لئلا يهلك الناس حينما يجلسون لأنهم قد يتأذون في الازدحام الشديد.وكان إذا شرب ناول من على يمينه وإن كان من على يساره أكبر منه لذلك استنبط العلماء أن التيامن في تقديم الضيافة يحل كل المشكلات الإنسان يريد أن يقدر من الكبير؟ من الأوجه؟ من الأعلم؟ ..قضية تقييم الأشخاص قضية تثير حساسيات كبيرة جداً لذلك الدخول من على اليمين وتقديم الطعام من على اليمين حتى أنه في مرة عن يمينه غلام وكان عن يساره سيدنا الصديق فقال يا غلام أتأذن لي؟ قال والله لا أدع حقي في الشرب بعدك فناوله الإناء وشرب من على يمينه.
وكان النبي يحب أكل الحلوى و العسل والضأن والدجاج وأكل طعام البحر وأكل الشواء وأكل الرطب والتمر وشرب اللبن خالصاً ومشوباً أي عيراناً مع الماء خالصاً ومشوباً وشرب العسل بالماء وشرب نقيع التمر وكان لا يتكلف مقصوداً ولا يكثر من الموجود وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة وهي كانت مائدته - يأكل على الأرض - وكان يأكل بأصابعه الثلاثة ويلعقها إذا فرغ كان يغسل يديه قبل الطعام حتى إذا لعق يديه كانتا طاهرتين ويلعقها إذا فرغ وهو أشرف ما يكون من الأكلة أي ألطف أن تأكل بثلاثة أصابع أما بالخمسة فهذا دليل جشع بأصبع واحدة دليل الكبر وبالثلاثة سنة وبالخمسة جشع قال: فإن المتكبر يأكل بأصبع واحدة والجشع والحريص يأكل بالخمسة ويدفع بالراحة.
وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل متكئاً والاتكاء على ثلاثة أنواع أحدها الاتكاء على الجنب الثاني التربع والثالث الاتكاء على إحدى يديه وأكله بالأخرى وكان عليه الصلاة والسلام يسمي الله تعالى على أول طعامه ويحمده في آخره فيقول عند انقضائه:
الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا.
*سلوكيات مرفوضة
فالبعض يعتقدون أن تناول الطعام وهو جالسون على كراس ليس مشروعاً والبعض لا يستخدمون أدوات المائدة زاعمين اقتداءهم بالنبي ويأكلون بأيديهم ويفعصون في الطعام بأصابعهم بطريقة مقززة وهم يظنون أو يتوهمون أنهم يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهناك سلوكيات كثيرة تمارس يومياً على موائد الطعام وهي مرفوضة من الكبار والصغار ولابد من مواجهتها بكل شجاعة حتى لا تلتصق بالإسلام ويحاول البعض إضفاء شرعية زائفة عليها.
كما أن المزاح بأسلوب لا يليق وسلوك غير مقبول أثناء تناول الطعام وهو مناف لما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم من آداب وأخلاقيات على موائد الطعام فتناول الطعام له آداب ينبغي لكل مسلم أن يتقيد بها ومن أهمها: التسمية والأكل باليد اليمنى والأكل من الجانب الذي أمام الآكل.
ومن آداب الطعام أن يحمد الآكل الله تعالى بعد الأكل فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ومن آداب الطعام أيضاً إذا أكل الإنسان عند غيره أن يدعو لصاحب الطعام فقد أكل النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض أصحابه فلما انتهى من الأكل قال: أكل طعامكم الأبرار وأفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكة أي: واستغفرت لكم الملائكة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/06/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php