«الهدوء ضروري للحفاظ على التركيز تحسبا لكآس العالم»

أبدى المدرب الوطني السابق، محي الدين خالف، في حوار خص به جريدة "الشعب"، امتعاضه من تضخيم تصريحات مدرب "الخضر" وحيد هاليلوزيتش المتعلقة بقدرة زملاء الحارس مبولحي على تخطي الدور الأول من المونديال.من جهة وبخصوص اختلاف الرؤى بين روراوة وهاليلوزيتش حول الأهداف التي من المفروض تحقيقها، اعتبر خالف الأمر عاديا ولا يستحق كل الضجة التي حدثت حوله.وشدد خالف على أهمية مباراة سلوفينيا الودية، بما أن المنافس منتخب أوروبي ويتمتع بمستوى جيد، مضيفا أن عدم تأهله للمونديال عامل إيجابي، لأنه سيجعل لاعبيه متحررين ويلعبون بدون حسابات.«الشعب»: ما رأيك في التصريحات الانهزامية التي أطلقها مدرب المنتخب الوطني وحيد هاليلوزيتش مؤخرا حول قدرة "الخضر" على بلوغ الدور الثاني من المونديال؟محي الدين خالف: بصراحة لقد استغربت الضجة الكبيرة التي حدثت بعد أن صرح هاليلوزيتش بأن الجزائر أضعف المنتخبات في المونديال...بداية، يجب أن نضع في الحسبان عدة أمور عند تحليل كلام التقني البوسني، أولها أنه لا أحد يعلم فيما يفكر هاليلوزيتش ولماذا أطلق مثل هذه التصريحات التي قد لا يكون لها أثر إيجابي على اللاعبين في المونديال. والأمر الثاني، أنها ليست المرة الأولى التي يصرح هاليلوزيتش هكذا. والأمر الآخر أن تصريحات هاليلوزيتش لا تعكس مستوى المنتخب الذي شاهدناه في كل مباراة يدخل بنية الفوز مهما كان المنافس وهو أمر جيد.ألن تؤثر هذه التصريحات الانهزامية على اللاعبين؟لا أعتقد ذلك، لأن اللاعبين يعرفون جيدا مدربهم وتأقلموا مع طريقة تفكيره. والأمر الآخر، أن الخطاب بالتأكيد سيتغير في غرف تغيير الملابس، لأنني لا أعتقد أن هاليلوزيتش سيقول للاعبين قبل مباراة بلجيكا إن هذا الأخير أقوى منا وإن فزنا عليه ستكون مفاجأة... هو سيحضّر لاعبيه لعدة سيناريوهات وخطط مختلفة لتحقيق الهدف الذي يطمح لتحقيقه وهو الفوز، لأنني لا أعتقد أن هناك مدربا يريد الخسارة. لهذا أنا أشدد على ضرورة الهدوء من أجل التحضير الجيد وتأجيل محاسبة المدرب إلى ما بعد المونديال.تصريحات هاليلوزيتش الانهزامية أحدثت شرخا بينه وبين روراوة، هل سينعكس هذا الأمر سلبا على اللاعبين؟هذا الأمر كذلك تم تضخيمه كثيرا، لأن اختلاف الرؤى أمر مطروح ولا أعتقد أنها المرة الأولى التي اختلف فيها روراوة مع هاليلوزيتش، لكن هذه المرة تم تضخيم الأمور بطريقة غير معقولة... صحيح أن القارئ سيستمتع بقراءة مثل هذه الأمور في الجرائد، لكن على المستوى العام كان يجب وضع حدّ لهذا من البداية وعدم الدخول في حرب كلامية بين الطرفين في الإعلام.من الناحية الفنية هل تعتقد أن المنتخب الوطني قادر على التأهل للدور الثاني؟المهم تم تحقيقه وهو التأهل لكأس العالم، لأنه ليس من السهل ضمان مقعد في المونديال. والتواجد في هذا المحفل الكروي أمر رائع للكرة الجزائرية على العموم... والتأهل للدور الثاني هو أمر يتطلب أمورا كثيرا، كالتحضير الجيد. لكن رغم توافر كل الظروف، إلا أن المدرب لا يستطيع تسطير البرنامج الذي يريد، بما أنه مرتبط بتواريخ الفيفا وهو عائق كبير يصعب تجاوزه، لأن كل اللاعبين تقريبا ينشطون في أوروبا وحتى في تاريخ الفيفا لن يكون هناك وقت كبير لتجميع اللاعبين ووضع برنامج ثري للتحضير وتجهيزهم فنيا ونفسيا، لهذا سيكون التحضير لهذا المونديال في غاية الصعوبة بالنسبة للجهاز الفني الذي سيكون مطالبا ببذل مجهودات إضافية لتغطية هذا النقص.المنتخب الوطني سيواجه سلوفينيا وديا في مارس المقبل، هل كان هذا الاختيار صائبا، خاصة أنه لم يتأهل لكأس العالم؟سلوفينيا منتخب أوروبي ويملك لاعبين مميّزين يلعبون في مختلف البطولات الأوروبية. وبصراحة استغربت كثيرا التقليل من هذا المنتخب. وبالنسبة لي الاختيار كان صائبا، خاصة أن طريقة لعبه تميل لطريقة لعب المنتخب الروسي... وقد يكون عدم تأهل سلوفينيا لكأس العالم أمرا إيجابيا، لأنه سيجعل لاعبيها يدخلون المواجهة بكل قوة، لأنهم لن يدخلوا في حسابات إمكانية التعرض لإصابة تحرمهم من المونديال، لأن العكس هو الذي سيحدث، فعندما تواجه وديا منتخبا موندياليا لن يلعب لاعبوه بتلك القوة المعهودة خشية التعرض لإصابة تمنعهم من التواجد في القائمة التي تشارك في كأس العالم.كيف يمكن استغلال فترة التحضير قبل المونديال، أي بعد نهاية الموسم؟حتى هذه الفترة هي قصيرة للغاية ولن تكون كافية لكل المنتخبات وليس فقط للمنتخب الوطني. لكن يجب تسطير برنامج جيد ولعب مواجهات ودية أمام منتخب آسيوي، لأننا مع كوريا الجنوبية. وبخصوص هذا الأمر، سمعت عن إمكانية مواجهة اليابان وديا، وهو أمر جيّد لأن هذا الأخير قريب جدا من طريقة لعب المنتخب الكوري الجنوبي، إضافة إلى لعب مواجهة أمام منتخب أوروبي آخر، إن أمكن، تكون طريقة لعبه قريبة من طريقة لعب المنتخب البلجيكي.