شهد المغرب الأوسط خلال العصر الوسيط وافدًا جديدًا ساهم بقدر كبير في إثراء البنية الاجتماعية والتأثير بشكل واضح في شؤون الحياة والسياسة، بحكم الانفتاح الذي أبداه سلاطين الدولة الزيانية في مجتمع لا يؤمن بالعصبية والتميز ولا يحتكم لعادات وتقاليد ملوكية، يتعلق الأمر بالأندلسيين، كقوة اجتماعية مسيطرة مرابطية كانت أم موحدية. وبصرف النظر عن الأصول الأولى لهذه الجماعة عربية كانت أم بربرية أم من السكان الأصليين الذين أسلموا فاندمج أحفادهم في المسلمين، أم العبيد الذين أعتقوا فغدوا جزءًا من مجتمع أسيادهم الأولين بالولاء، فقد تواجدوا في المغرب الأوسط منذ القرن الثاني الهجري، وازدادوا كـثافة في مجتمع المغرب الأوسط مع نهاية القرن الثامن وطيلة القرن التاسع للهجرة، خاصة بعد حروب الاسترداد التي استهدفت معاقل المسلمين. لقد كان هؤلاء الوافدون من أهل الأندلس أصحاب مال وصنائع وثقافة، تفوقوا على سواهم في العلوم بصفة عامة وفي الفنون والآداب بصفة خاصة، ونالوا مكانة متميزة في الوسط الاجتماعي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/01/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - طوهارة فؤاد
المصدر : Annales du patrimoine Volume 15, Numéro 15, Pages 155-169 2015-09-15