عادت حديقة التجارب بالحامة، بعد عدة سنوات من غلقها، وبعد عمليات الترميم التي طالتها، إلى فتح أبوابها من جديد، لتستضيف جمهورها العريض الذي انتظرها طويلا، خاصة أولئك الذين تسحرهم المناظر الطبيعية، وكذلك ممن يحبون اكتشاف أسرار الطبيعة الخلابة، لاسيما وأن الحديقة تزخر بثروات بيئية كبيرة، تسحر المتجول والناظر إليها، منذ أن تطأ قدماه الباب الرئيسي للحديقة·إن حديقة الحامة بجمالها الساحر، تربط مواعيد لمحبيها وللراغبين في اكتشاف جمالها وما تزخر به من ثروات طبيعية خلابة، وهو الهدف الذي تسطره العديد من العائلات الجزائرية، عبر كافة ولايات الوطن، من خلال الزيارات التي يقومون بها للحديقة، رغبة في التمتع بجمال الطبيعة، وكذا التنعم ببعض الوقت من الراحة والأمان·
غير أن الوضع داخل الحديقة لم يبق مثلما كان عليه في السابق، خصوصا أن الأوساخ بدأت في الانتشار هنا وهناك، وهو ما تسبب في تشويه منظر الحديقة العام، فبعدما كانت تشهد الإقبال عليها نتيجة لجمالها ونظافتها، هاهي اليوم وبسبب بعض المواطنين الذين لا يملكون حس المسؤولية، مملوءة بالأوساخ والنفايات التي انتشرت عبر مختلف أجنحتها، خاصة وأن الفترة الأخيرة التي تزامنت مع عطلة الربيع، عرفت فيها الحديقة تدفقا هائلا للزوار، الذين جعلوا من العطلة الربيعية فرصة للترفيه عن أنفسهم وعن أولادهم، حيث أصبحوا يقضون فيها أوقاتا طويلة، وهو ما جعلهم يقتنون ويأخذون معهم كل ما لذ وطاب، من الأطعمة والشراب والحلويات، وهي المواد التي صنعت أغلفتها الصور الجديدة للحديقة، لأنك أينما تجولت تصادفك أكياس الحلويات والشيبس وقارورات المياه والعصير، خاصة مع إهمال عمال النظافة بالحديقة لعملهم، الذي يتطلب منهم التدخل للحد من هذه الظاهرة، غير أنهم لم يعيروا الأمر اهتماما، وتركوا تلك الأوساخ والنفايات متراكمة هنا وهناك، وهو ما أثار تذمر وسخط المواطنين، الذين أجمعوا أن تلك المناظر جعلتهم ينفرون من المكان الوحيد، الذي يتمكنون فيه من قضاء أوقات ممتعة مع عائلاتهم·
ومن خلال الحديث مع بعض المواطنين، لمسنا مدى تذمرهم واستيائهم من الوضع، حيث تقول السيدة سامية، إنها اعتادت في نهاية كل أسبوع أن تأخذ طفليها إلى الحديقة، لأنها تعمل خارجا لذا فهي لا تقضي معهما وقتا كبيرا، لذلك جعلت من العطلة الأسبوعية فرصة للخروج من البيت رفقة طفليها، والتمتع معهما بالمناظر الساحرة والخلابة التي تزخر بها الحديقة، وكذلك رؤية مختلف أنواع الحيوانات، غير أنها في المدة الأخيرة أصبحت تتهرب من زيارتها لغزو النفايات لها، لتضيف أنه من المفروض على القائمين بشؤون الحديقة، أن يهتموا بها أكثر، لأنها من أهم المرافق في الجزائر، ومن أروع الحدائق سحرا في العالم أيضا، ويجب أيضا على الأعوان، أن يتصرفوا بطريقة لبقة مع الزوار، ليتمكنوا من كسب ودهم واحترامهم، وبالتالي يتوقف الناس عن الرمي العشوائي لمخلفاتهم·
وتضيف سيدة أخرى، أنه لا يجب أن نلقي باللوم على عمال النظافة، لأن المواطنين هم المسؤول الأول والوحيد عن نظافة المكان الذي يقصدونه للتمتع بقسط من الراحة والأمان وهدوء النفس، لذا فيجب على كل واحد منا أن ينظف ويجمع مخلفاته من بعده ويرميها في الأماكن المخصصة لها، فإذا قام كل واحد منا بعمله، فإننا بذلك سنحافظ على تحفتنا الطبيعية التي حبانا الله عز وجل بها·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/04/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : كاميليا قرقاش
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com