الجزائر

الندوة التشاورية.. من يستجيب لقصر المرادية ؟



الغريق يتعلق بقشة طمعا في النجاة من الهلاك وهكذا يفعل النظام السياسي المتهالك فهو يريد البقاء بشتى الوسائل والحيل السياسية والقانونية متحديا الشعب الجزائري الذي نزع منه الثقة نهائيا ويريد التخلص منه والى الأبدلقد رحل بوتفليقة لكنه ترك الحكم في أيدي أتباعه فعين البرلمان بن صالح رئيسا للدولة رغم المعارضة الحزبية والشعبية المطالبة بذهابه مع حكومة بدوي التي خلفت حكومة أويحيى وكأن شيئا لم يحدث وكأن الحراك الشعبي بمسيراته السلمية والإضرابات وكل أنواع الاحتجاج على مدى شهرين كاملين مجرد لغو ولعب أطفال سرعان ما يتفرقون ويخلو الجو للعصابة لتعبث في أرضنا الطيبة حقا أن الظلم يعمي البصر والبصيرة ويورث الغباء السياسي لدى مرتكبين
عبد القادر بن صالح رئيس الدولة المعين يتصرف ببرودة دم وبمفرده كما كان يفعل صاحب (الفخامة والصورة المبجلة) فدعا إلى انتخابات رئاسية يوم 4 جويلية القادم دون توفير الشروط الضرورية لتنظيمها وأصبح فشلها في حكم المؤكد بفعل المقاطعة التي تشمل الطبقة السياسية والناخبين معا والحصار الشعبي المفروض على وزراء الحكومة المعينة.
ولم يكتف رئيس الدولة بذلك فدعا إلى عقد ندوة للتشاور مع الطبقة السياسية نهار اليوم الاثنين دون تحديد موضوعها والمشاركين فيها وكأنها مأدبة غداء وليست لقاء سياسيا لمناقشة الأزمة الحالية والبحث عن مخرج منها وقد بدأ التحضير باستقبال بعض الشخصيات في مكتبه وتوجيه دعوات لمسؤولي الأحزاب السياسية المعارضة.
ظروف صعبة ...
لكن الرد كان مخيبا للآمال فأغلب الأحزاب رفضت المشاركة لأنها تعتبر رئيس الدولة غير شرعي وتطالب باستقالته كما أن بعض الشخصيات رفضت تلبية الدعوة مثل رئيسي الحكومة السابقين مقداد سيفي وسيد احمد غزالي.
أما أحزاب الموالاة فهي تعاني من الإحباط والانقسام خاصة حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعيش برأسين (ولد عباس وبوشارب)والصراع المحتدم بين أحمد أويحيى الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي وبين شيهاب الصديق الناطق الرسمي للحزب والحرب الكلامية بينهما الى درجة الاتهام بالخيانة العظمى.
وقد تجمع يوم السبت حوالي 200 مناضل طالبوا برحيل أويحيى ووضعوا الياغورت في مكتبه قبل أن يتم الاعلان عن استدعاء العدالة له رفقة لوكال وزير المالية الحالي ومدير البنك المركزي سابقا في قضايا فساد وتبديد لأموال عمومية وقد تجمع مئات المواطنين أمس أمام محكمة سيدي امحمد بالعاصمة حاملين الياغورت لاستقبال أويحيى ولحسن حظه لم تحضر الكلاب الجائعة ؟
فهل يكتب النجاح لندوة بن صالح في هذا الجو الملبد بغيوم الفساد والخلاف والقلق والمتابعات القضائية وصراخ الشعب ؟
ففي ظروف مثل هذه من الصعب انعقاد الندوة التي إن تم سيكون شكليا ولن يسفر عن نتائج إيجابية فالحضور سيكون محدودا وقد يقتصر على السلطة القائمة والأحزاب والشخصيات الموالية لها والدائرة في فلكها ولن تعترف المعارضة المقاطعة لها أو الشعب الثائر بما يصدر عنها من قرارات وتوصيات ولا يمكن ان تتكرر ندوة الوفاق الوطني 30 جانفي 1994 التي اختارت زروال رئيسا للدولة لأن الوضع تغير والنظام قد أفلس تماما ولعل النتيجة الحتمية من هذه الندوة أن يقتنع بن صالح وجماعته بتسليم الأمانة إلى أهلها والانسحاب من المشهد السياسي وترك الشعب يتولى أمره.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)